مدارات

آثار اسلافنا في بلاد الرافدين.. دليل الى حاضرنا


تضامن عبدالمحسن
يشعر الزائر الى المتحف العراقي بجاذبية عجيبة الى الآثار واللقى، وبرغبة في البقاء، حينما يسحره جو الهدوء والاضاءة الخافتة، فيستمع الى صوت الماضي ويشم عبير الأرض والتراب، والصلصال المنحوت بطريقة ذكية تبث الحياة في تلك الاثار لتحدثنا وتسمعنا قصص الأولين وبطولاتهم وذكاءهم في قدرتهم على التطور المذهل والانتقال من مرحلة الى أخرى. وبما ان قاعات المتحف متعددة وواسعة والقطع المعروضة كثيرة، اذاً ستكون هناك رغبة أكيدة بالعودة ثانية لإستكمال الجولة.
أكبر عملية تدمير
بعد جولتي في المتحف العراقي، وصعوبة خروجي منه لتعلقي بماضي الأجداد وأنا أقارن كيف بذكائهم المتوقد بنوا أعظم حضارة وكيف نحن اليوم نشهد أكبر عملية تدمير لآثارهم، وقبلها شهدنا عمليات سرقة الاثار وانتشارها في بقاع العالم، ذهبت لزيارة وكيل وزارة السياحة الاستاذ قيس رشيد و د. أحمد كامل مدير عام المتاحف للحوار والتحدث بشأن الآثار والمتحف العراقي، فكان سؤالي الأول للأستاذ قيس:
ما الذي يشد الناظر الى الآثار ويجعله يتعلق بتلك القطع بحب، وربما برغبة البقاء بينها؟
صحيح.. هذه أغلب مشاعر الوافدين الى المتحف العراقي، كانوا يشعرون بالحب اتجاه القطع الاثرية، أعتقد أن هذا الحنين يشبه حنيننا للعودة الى بيتنا الأول وأزقة طفولتنا وملاعب الصغار، اذ أن الانسان مشدود دائما للماضي الجميل. والعراقيون بعد هذه الأزمات والصراعات الموجودة اليوم على الساحة يحتاجون لما يوحدهم، وأنا أعتقد أن الآثار والمتحف من أهم الخنادق التي توحد العراقيين، فكل المعروضات واللقى الرافدينية الموجودة هي نتاج الانسان بغض النظر عن دينه، ولكل زائر يدخل المتحف دون تمييز او تفرقة طائفية أو عرقية.
وأضاف قيس: أنا أعتقد أن الانشداد الى الماضي غريزة انسانية، فهناك أناس غير متعلمين ولكن لديهم موهبة النحت أو الرسم ويتضح أن رسمهم يحاكي الماضي كالحضارة السومرية، اذ قبل فترة قمنا بزيارة امرأة في الناصرية في ناحية الفجر، وهي امرأة غير متعلمة، ولكنها تقوم بنحت تماثيل تشبه التماثيل السومرية، بالرغم من انها لم تتعرف على هذه الفترة ولم تدخل المتحف يوما، وقد قامت وزارة الثقافة بتكريمها.
إذاً، ألهذا السبب تضرب "داعش" اليوم آثارنا ودلائل حضارتنا في نينوى، لقتل تلك "الغريزة"، اضافة الى أهدافها الأخرى؟
نعم.. واحد من مشاريع "داعش" هو استباحة ماضي وادي الرافدين، مثلما استباح الانسان ومقدساته، فغايته ان يقطع جذور الماضي بتحطيمه التماثيل وبيعها...
هل ان الآثار التي دمرتها عصابات داعش الارهابية اصلية، ام انها نسخة منها كما تناهى الى اسماعنا؟ ولماذا لم تبعها بدل تدميرها؟
لقد باعت عصابة داعش الارهابية القطع الاثارية الصغيرة، اما ما لم تستطع حملها من القطع الكبيرة فقد قاموا بتحطيمها. وكذلك وجود القرار 2199 الذي يحد من المتاجرة بالآثار، كان دافعا لتقوم عصابات داعش بتدمير الآثار وتجريف المدن الآثارية الموجودة في مدينة الحضر بدلا من بيعها.
وأضاف: كل الآثار الموجودة في متحف الموصل اصلية وهي "173" قطعة "4" فقط جبسية مقلدة، ولقد اكدنا ذلك اكثر من مرة في لقاءاتنا.
لماذا تستخدمون النسخ المقلدة في الآثار، لقد شاهدت الكثير منها..
تستخدم النسخ المقلدة للعرض المتحفي، واحيانا لعرضها في المتاحف العالمية وللبيع، وعادة لا تكون النسخ المقلدة بحجم القطع الاثرية نفسها، لنميزها عن النسخ الاصلية، وفي كل عملية تنقيب تتم عملية الاستنساخ..
الا تنتهي عمليات التنقيب؟
لا يمكن.. ما تم العثور عليه لغاية اليوم هو 15 بالمئة مما هو موجود في المواقع الاثارية البالغة 12 الف موقع منذ ان بدأت عام 1845، وسيبقى احفادنا واحفادهم مستمرين بعمليات التنقيب.
وأضاف: هناك مكتشفات جديدة على الدوام، ودائما هناك قراءات جديدة ومازالت البحوث تكتب حول الآثار المكتشفة منذ اربعينيات القرن الماضي.
ما دور منظمة اليونسكو في استعادة الآثار المسروقة؟
منظمة اليونسكو لديها اتفاقية عام 1970 لتنسيق الجهود في اعادة الآثار المسروقة، والعراق منضوٍ تحت هذه الاتفاقية واستفاد كثيرا منها باسترداد الكثير من القطع الاثرية، حيث اسهمت العديد من الدول للتعاون في هذا الموضوع، وبجهود دبلوماسية وطبعا تشارك في ذلك وزارة الخارجية وسفاراتنا في الدول حول العالم، في متابعتهم لمزادات الآثار واسترداد المسروق منها.
لقد تمت استعادة 4300 قطعة اثرية من اصل 15 الف قطعة.
فرمان عثماني
اذاً هل نأمل ان تعود بوابة عشتار يوما الى بلدها؟
بوابة عشتار لم تسرق، لذلك لن تعود!، فقد خرجت بفرمان عثماني بموجب قانون الآثار العراقي الذي كان يسمح بخروج الآثار العراقية مناصفة مع البعثات الأجنبية، ولكن علينا المطالبة بالآثار التي خرجت بشكل غير قانوني!
نعود الى المتحف العراقي ما هي تحضيراتكم لإستقبال الزوار؟
حتى يكون المتحف العراقي مساهما بجزء من واردات الدخل القومي، فقد وضعنا رسوماً مالية على زائر المتحف، وهيأنا كوادرنا في الارشاد السياحي والتربوي لاستقبال المدارس والجامعات والمجاميع السياحية، ولدينا كادر لإستقبال الزوار ويتكلم ثلاث لغات، وهناك كافتريا كبيرة تقدم وجبات خفيفة، وكذلك معرض لبيع الهدايا للسواح الذين يرغبون بشراء اثار وادي الرافدين المقلدة.
وسيكون هناك متحف الكتروني عبر موقع وزارة السياحة والآثار.
كما ان مكتبة المتحف التي تأسست عام 1932 فتحت ثانية، وهي من اعرق المكتبات الموجودة في بغداد، ولم تتعرض للسرقة وتحوي 160000 كتاب وهي في تزايد مستمر بسبب ما تهديه بعض الدول لمكتبتنا، ونفكر بتوسيعها.
كما اني ادعو من خلالكم العائلة العراقية ووزارة التربية لإحضار الطلبة والاستفادة من السفرات المدرسية.
متحف الطفل
اهتمامكم بالطفل لتنمية وعيه بالحضارة والتراث العراقي؟
لدى المتحف العراقي، قسم آخر يدعى متحف الطفل تم افتتاحه عام 1984، وهو اليوم مغلق لإجراء بعض أعمال التأهيل فيه، ولكنه يحوي لقى اثرية تحاكي عقول الاطفال، وهناك وسائل لتوضيح كيف تطورت الحضارة، ونزود الأطفال بما كان الاولون يستخدمونه من اقلام واختام ونجعلهم يمارسون عملية الكتابة نفسها والطبع على الطين. وهناك مسرح وسينما لعرض أفلام تعنى بآثار وادي الرافدين.
تفاجأت ان المتحف مغلق اليوم!
أغلقنا المتحف لتهيئته، ولغرض استقبال قطع اثارية جديدة، فقد عثرت البعثة البريطانية في الناصرية على لقى جديدة سنعمل على عرضها في المتحف. واغلقنا المتحف للتهيئة اللوجستية وسيفتح غدا.
لم ينته تقريري فالكلام جميل حول الآثار العراقية، والحديث مع مدير عام المتاحف د.احمد كامل، يسرقك من الزمن الحاضر ويجعلك تغرق في الماضي.
فتوجهت اليه بسؤالي الاول:
هل لدى المتحف برامج معينة لجذب الجيل الجديد اليه للتعرف على حضارة العراق؟
نحن حاليا نركز على الفئات العمرية الصغيرة، فهناك تعاون مع وزارة التربية لإقامة سفراتهم المدرسية الى المتحف العراقي، اذ ان هؤلاء الاطفال مازالوا بعقول صافية غير متأثرة بالحروب ونحاول جذب اهتمامهم للآثار بشكل جدي.
قمر دجلة
علمت ان لديكم 12 ألف موقع آثاري، كيف يمكنكم حمايتها خاصة واننا نسمع عن حالات سرقة لبعض المواقع الآثارية؟
لا يمكن حماية هذا العدد من المواقع الاثارية بواسطة الجيش، بل يجب ان تكون محمية بواسطة الأقمار الصناعية، وعلى الرغم من اننا نمتلك قمراً صناعياً اسمه "دجلة" الا اننا لا نستخدمه في المراقبة.
هناك بعض الدول التي تقدم مساعدات للعراق لأغراض التنمية، واليابان قدمت مبلغا قدره مليون ونصف المليون دولار تقريبا ولغرض استثمار هذا المبلغ قدمت دائرة التحريات والتنقيبات مشروعا للإستفادة من هذه المنحة والمشروع سيكون بمجال الاقمار الصناعية لغرض حماية الآثار والمواقع الاثرية على طول العراق.
لماذا تسمحون بالسكن قرب المواقع الاثرية؟ الا يوجد قانون يمنع هذه الحالات التي قد تؤثر على الآثار في تلك المنطقة؟
هناك المادة الخامسة من قانون الآثار والتراث لعام 2002 التي تنص في فقرتها الثالثة على ان تكون هناك مناطق محرمة حول المناطق والمباني الأثرية مع تأمين طرق للوصول اليها، لأن الآثار تكون عادة في باطن الأرض بشكل لا نعرف مساحتها، قد يظهر تل فوق سطح الأرض، لكن عادة تكون قاعدته في باطن الأرض اعرض بكثير من قمته، لذلك ان الارض الأصلية للموقع الآثاري هي تحت الارض وليس فوقها، اذ بسبب عوامل تقادم الزمن وزيادة طبقات الارض دفنت هذه المعالم الاثرية التي تكشف عنها التنقيبات. لذلك يجب الا تكون مناطق السكن او الزراعة قرب هذه المواقع، ولكن للأسف مازال البعض يتصرف بفوضوية مع الامور ومن ضمنها الآثار.
آثار بابل
كم عدد المواقع الآثارية التي دخلت ضمن التراث العالمي عن طريق اليونسكو؟
أربعة مواقع فقط مازالت مقبولة من قبل اليونسكو، اثنان تمت الموافقة عليهما واثنان ما تزال لم تحصل الموافقة عليهما، فعمليات التجديد التي جرت في النظام السابق على الآثار جعلتنا نقدم ملف ترشيح آثار بابل الى اليونسكو ليكون ضمن التراث العالمي ثلاث مرات، منذ عام 2007، ولكن مؤخرا كانت هناك مراسيم تسليم الملف من قبل السيد الوزير الى اليونسكو ليتم ترشيح اثار بابل في اجتماع الشهر القادم الى التراث العالمي بعد ان كان العمل على هذا الملف بشكل صحيح. وحاليا نقوم على دفع ملف الاهوار ليكون ضمن التراث العالمي، وقد افدنا من خبرتنا التي حصلنا عليها في ملف اثار بابل، ونجح العراق فعلا في موضوع الاهوار ومن خلال الفريق الثقافي ان يدفع الملف لليونسكو، وبقي حضور الخبراء لوضع خطة في كيفية ادارة الموقع، لتكون الاهوار كموقع بيئي واثاري مختلطاً ضمن التراث العالمي.
استثمار المواقع
ما الفائدة التي يحصل عليها العراق حينما تدخل مواقعه الى التراث العالمي؟
اولا، سيكون هناك دعم مادي ومعنوي وبالخبراء لتلك المواقع للحفاظ عليها وترميمها بطرق علمية.
ثانيا ستضع اليونسكو خطة لمدة 20 سنة على الدولة الالتزام بها للحفاظ على تلك المناطق.
ثالثا ارسال المجاميع السياحة الى العراق ومن مختلف دول العالم يكون عن طريق اليونسكو، كما سنتمكن من استثمار تلك المواقع وما حولها، وتشغيل الايدي العاملة، بالمقابل على العراق ان يلتزم بالقوانين والمبادئ التوجيهية التي وقع عليها، خاصة وان العراق من الدول الاولى الذي وقع على اتفاقية اليونسكو منذ عام 1974 وهو عضو دائم وفعال في هذه المنظمة.
ما مدى وعي المواطن بأهمية حضارة بلده سلوكيا وفعليا؟
الآثاري في السابق كان يعمل كهاوٍ، وفي بعض الاحيان كانوا يتبرعون برواتبهم للعمل ولتمشية بعض الامور لأنهم كانوا محبين لعملهم ويريدون اشباع رغباتهم، ولكن منذ اواسط حرب العراق وايران وبعده سنوات الحصار، بدأت هذه الرغبة تتناقص، بسبب الحروب التي تشغل الناس بأمور الامان وتوفير الوارد اليومي.
الجهل.. الجهل
لا نتكلم بالمطلق، البعض اعاد لنا القطع الاثرية المسروقة وابدوا تعاوناً كبيراً معنا، في حين ان البعض الآخر قام بالسرقة.
الآثار العراقية دمرت بسبب الجهل، فأحيانا يجلب لنا البعض قطعة اثرية دون ان يعلم اين وجدت ومن اي موقع وذلك خطأ كبير، لأن تلك القطعة ينبغي ان نعرف مكانها، ومن قطع عدة متسلسلة معها ومن الطبقة التي كانت فيها يمكننا ان نجري الدراسة الكاملة ونحصل على معلومات تدلنا على مرحلة او عصر تاريخي مهم، اما القطع التي تباع بشكل متفرد فهي تحف فقط وليست للدراسة.
وهناك معلومة ينبغي ان يعرفها الجميع، ان القطعة الاثرية حينما تكون تحت الارض، فأنها كانت في ظروف معينة ولآلاف عدة من السنين، حينما تكشف فجأة للضوء والهواء، فأنها ستتعرض لظروف مختلفة وبشكل مفاجئ يؤدي ذلك حتما الى تلفها وتحطيمها بمرور الوقت، بهذه الطريقة يدمر الانسان تاريخه وحضارته وهويته التي صار لها 7000 سنة، وهذا ما يفعله اللصوص، لذلك قمنا بالتشجيع على اعادة القطع الأثرية المسروقة كما نادت المرجعية الدينية بضرورة اعادتها، كما ننصح بعدم شراء القطع المسروقة.
كيف حصلتم على المسروقات؟
مرت الآثار العراقية بسرقات عدة، ففي المرة الاولى كانت خلال 1991، حينما استغل بعض اللصوص حالة الفوضى فسرقوا متحف العمارة والكوفة والديوانية وكركوك، وقبل ايام استلمنا قطعة اثرية اتضح انها من متحف كركوك وامرت باعادتها الى مكانها ذاته في متحف كركوك.
كل الآثار مسجل عليها ارقام وهذه الارقام معروفة عالميا، ولنا هوية تعريفية ايضا في كل دول العالم، وعن طريق هذه الهوية يتم اكتشاف القطع في المزادات العالمية وتسهل عملية اعادتها، وبهذه الطريقة عينها سنتمكن من استعادة الاثار التي سرقت من متحف الموصل.
هناك قطع مسروقة منذ زمن بعيد، واشخاص قد اقتنوا قطع اثرية وصارت ضمن ممتلكاتهم ولم نكن نعرف الوصول اليها، ولكن حين وفاتهم، لجأ الورثة الى الانترنت لبيعها. من جانبنا تعرفنا على الكثير من القطع وقمنا باستعادتها.
كل القطع التي سرقت علم 1991، هي مسجلة، اما القطع التي سرقت في احداث 2003 فقد سرقت من المخزن وليس من المتحف، لذلك سيكون صعباً العثور عليها. ومع ذلك هناك بعض الدول التي تتعاون معنا وبعضها يرفض التعاون.
لنرجع الى متحفنا، كم قطعة اثرية موجودة فيه؟
يحتوي المتحف العراقي على عشرة الاف قطعة، ومعروضة حسب العصور، التي مرت بها بلاد الرافدين، والمتحف العراقي هو المتحف الوحيد في العالم الذي يتبع تسلسل طبقات المواقع الآثارية، فكل متاحف الدول المحيطة بنا مثل تركيا وايران وفلسطين والاردن ودول الخليج تعرض لعصر واحد او عصرين، اما المتحف العراقي يعرض لـ24 عصراً.
ان اول قاعة في المتحف هي قاعة انسان الكهوف وقبل التاريخ بمائة الف سنة ق.م من شمال بلاد الرافدين ثم نهبط تدريجيا نحو وسط البلاد لـ60000 45000 الف سنة ق.م وصولا الى عصر القرى الحجرية حتى نصل الى جنوب بلاد الرافدين حيث القرى الزراعية والحضارة السومرية ثم البابلية بـ 7000 سنة ق.م.
لذلك نقول ان العثور على قطعة اثرية ليس مجديا ان اضعنا تسلسل المراحل.
منعت من التصوير في البداية ولكن فيما بعد حصلت على موافقة في مكان معين فقط.. لماذا ممنوع التصوير؟
في كل متاحف العالم يمنع التصوير، ماعدا بعضها القليل. اذ اكتشف العلماء الذين يعملون على طرق عرض اللقى وصيانتها ان ضوء الفلاش وحتى الاضوية ذات 100 واط، كلها تؤثر على المواد العضوية الموجودة في القطعة الاثرية وكذلك على الفخار، بحيث تؤدي الاضاءة الى تقشر الطبقة العليا للمادة الاثرية وبالتالي تلفها وتكسرها. وهذا اساس عمل منظمة المتاحف العالمية.
وفي العادة تكون المادة الاثرية المعروضة قد تمت دراستها لذلك يمكن نشرها، ولكن في بعض القاعات هناك قطع مازالت تحت الدراسة وقد تم استلامها من قبل اشخاص او بعثات اجنبية، ووفقا لقانون الملكية الفكرية لا يجوز نشر هذه القطع ما لم تتم دراستها، وبتعريضها للتصوير ونشرها على المواقع والصحف سنكون قد خرقنا قانون الملكية الفكرية.
ومع ذلك فقد ساعدنا احد الاشخاص وهو فلاح ومثقف بأن يقوم بنسخ صور الآثار المدروسة على CD ليتم تداوله لمن يرغب بذلك.
للقطع الآثرية روح!
من كلامك افهم ان القطع الأثرية فعلا بها روح؟
قد لا تصدقين ان قلت انها تكلمنا احيانا لتعلن ان كانت قطعة اصلية او غير اصلية، نعم القطع الاثرية بها روح، ونقترب اليها وتتقرب الينا.
خاتمة
اخيرا، ليتنا نسعى لزيارة المتحف العراقي وقراءة الماضي، قراءة هويتنا، التمعن في اعمال الاجداد وذكائهم من اجل ان يطوروا حياتهم وطرق عيشهم بما يتناسب وما متوفر حولهم، علّنا نتبع خطاهم، فبعدما كانوا الاوائل في كل مجالات العلم من فلك ورياضيات وطب وادب وجغرافيا ودين علينا ان نستعيد تلك المراكز لنبني لأطفالنا حاضراً يفخرون به مثلما نفخر بأجدادنا.