- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 12 نيسان/أبريل 2015 21:05
رشيد غويلب
بعد انتهاء اعمال قمة البلدان الأمريكية في بنما، التقى اول امس السبت الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بالرئيس الامريكي بارك اوباما، واجمع المتابعون ووسائل الاعلام على وصف اللقاء بالتاريخي، وان الطرفين دشنا مرحلة جديدة في العلاقات بينهما.
وقال الرئيس الأمريكي بعد انتهاء اللقاء الذي استمر 80 دقيقة: "لقد اجريت حوارا مفتوحا ومثمرا مع راؤول كاسترو". وغداة مغادرته بنما أجرى الرئيس الأمريكي ايضا لقاء قصيرا مع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورا.
وقال اوباما في بداية لقائه بالرئيس الكوبي: "ان هذه لحظة تاريخية".
ويعد اللقاء الأول من نوعه بين رئيسي البلدين منذ عام 1956. ومن جانبه قال الرئيس الكوبي" ان العلاقة بين الولايات المتحدة وكوبا كانت معقدة. وبعد 50 عاما من السياسة الفاشلة حان الوقت لبداية شيء جديد"، وعلى البلدين "ان يتحليا بالكثير من الصبر". وشاركت كوبا لأول مرة في قمة البلدان الأمريكية OAS، بعد ان رفضت أكثرية البلدان الاعضاء في المنظمة، بما في ذلك كولومبيا التي تربطها علاقات تبعية بالولايات المتحدة، استبعاد كوبا من المشاركة في أعمال القمة .
وكان وزيرا خارجية البلدين قد التقيا الخميس الفائت ، لأول مرة منذ عام 1958.
وتناول اوباما بعد اللقاء بحذر، استمرار التقارب بين البلدين: " لقد تحدثنا بصراحة عن خلافاتنا ومخاوفنا". وان الحوار جعله متفائل بشأن "تطور العلاقات الأمريكية- الكوبية باتجاه أفضل". وان الرئيس الأمريكي اكد مجددا على القضايا التي تهم بلاده في الملف الكوبي. وكان الرئيسان قد تصافحا في افتتاح القمة وتبادلا بعض الكلمات. و تضمنت الكلمات التي القاها الرئيسان خلال جلسات القمة نبرة متسامحة. وقال اوباما ان التغيير في السياسة امريكية اتجاه كوبا "يؤشر نقطة تحول" بالنسبة للقارة ألأمريكية بكاملها. ولكن "ليس سرا ما تزال هناك اختلافات كبيرة بين بلدينا".
بدوره، طالب كاسترو بانها الحصار الاقتصادي - التجاري المفروض على كوبا منذ اكثر من 50 عاما، ورحب الرئيس الكوبي بالخطوات الايجابية من لدن الولايات المتحدة، بما في ذلك توجهها لشطب اسم كوبا من قائمة البلدان الداعمة للإرهاب. وعبر عن امله في قيام "تعايش حضاري بين البلدين". وتقدر الحكومة الكوبية الأضرار الاقتصادية المترتبة على الحصار وسياسة الولايات المتحدة اتجاه كوبا بأكثر من 80 مليار يورو.
واتفق الرئيسان أيضا على الإسراع في إعادة فتح السفارات في كل من واشنطن وهافانا.
وكانت الولايات المتحدة وكوبا قد توصلا في 14 كانون الاول 2014 الى تغيير جذري في علاقتهما، التي اتسمت بالعداء والتوتر منذ انتصار الثورة الكوبية في كانون الثاني عام 1959، واسقاط دكتاتورية باتستا التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، ومنذ عام 1962 تفرض الولايات المتحدة حصارا جائرا على كوبا. ومنذ بدء المفاوضات كانت هناك تسهيلات سياحية وتجارية بين البلدين.
العلاقات الأمريكية - الفنزويلية
لم يحظ التوتر القائم في العلاقات بين فنزويلا والولايات المتحدة بمناقشات كبيرة خلال جلسات القمة، على الرغم من تعرض السياسة الامريكية اتجاه فنزويلا الى نقد لاذع من قبل العديد من رؤساء البلدان المشاركة. وفي هذا السياق رفضت رئيسة جمهورية البرازيل ديليما روسيف "سياسة العزل والاجراءات احادية الجانب من قبل الولايات المتحدة". وأكد الرئيس الاكوادوري روقائيل كوريا من جانبه على ان العقوبات المفروضة من الولايات المتحدة على فنزويلا تتعارض مع ميثاق منظمة البلدان الأمريكية. وعلى الرغم من التوترات بين البلدين، حصل لقاء غير رسمي، على هامش القمة بين الرئيس الامريكي ونظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو. وكان الرئيس الفنزويلي قد طالب اوباما في كلمته في القمة، بانهاء العقوبات الأمريكية المفروضة، منذ اذار الفائت، على فنزويلا. واكد الرئيس الأمريكي، ان بلاده لا تريد تهديد فنزويلا. وقالت متحدثة باسم لجنة الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية، ان بلادها تريد "دعم الديمقراطية والاستقرار والرفاه في فنزويلا والمنطقة". يذكر ان الرئيس الأمريكي غادر قاعة الجلسات الرسمية عند إلقاء الرئيس الفنزويلي لكلمته.