مدارات

زلزال النيبال.. "مأساة وطنية" والأسوأ منذ 81 عاما

«طريق الشعب»
ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن المنظمة الدولية تنوي بدء عملية إنسانية واسعة في النيبال، لمساعدة المصابين جراء الزلزال، مقدما تعازيه إلى حكومة هذا البلد وأهالي الضحايا.
وقال بان "الأمم المتحدة تدعم حكومة نيبال فيما تقوم بها من تنسيق في عمليات البحث والإنقاذ، ومستعدة لبذل جهود واسعة النطاق لتقديم المساعدة".
وارتفعت حصيلة الزلزال المدمر الذي ضرب النيبال ووصل نطاقه إلى شمال الهند والصين وبنغلادش، إلى أكثر من ألفي شخص، فيما تأكدت وفاة 14 شخصاً من متسلقي الجبال في انهيار ثلجي بسبب الزلزال والحصيلة مرشحة للارتفاع، وكانت حصيلة سابقة أعلنتها الحكومة أفادت بمقتل 1170 شخصاً من جراء هذا الزلزال، الأكثر دموية منذ العام 1934.
وأكد مسؤولون في النيبال ودول مجاورة، امس الأحد، أن "الحصيلة الإجمالية لضحايا الزلزال الهائل الذي دمر أجزاء كبيرة من النيبال تخطت الألفي قتيل".
ويتوقع أن ترتفع حصيلة الضحايا بينما تواجه وكالات العمل الانساني صعوبات في تقييم حجم الدمار والاحتياجات. وقال مسؤول في المنظمة غير الحكومية أطباء بلا حدود لوكالة "فرانس برس"، "نحاول تقييم حجم الكارثة".
وهذه الهزة الأرضية هي الأقوى التي تضرب نيبال خلال 81 عاما وتسببت بأضرار في الولايات الهندية المجاورة وبنغلادش فضلا عن انهيار جليدي في جبل إيفرست أعلى قمة في العالم. ولم ترد الكثير من المعلومات عن المناطق النائية في الدولة ذات التضاريس الجبلية في حين حلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة لحصر الأضرار.
وقال المتسلقون إن الزلزال تسبب في انهيار جليدي في إيفرست، وقال متسلق روماني يدعى اليكس جافان على تويتر إن هناك "انهيارا جليديا ضخما" وإن الكثير من الناس موجودون على الجبل. وأضاف "هربت من خيمتي للنجاة بحياتي مخيم إيفرست تعرض لزلزال هائل ثم انهيار جليدي ضخم".
الأزمات لا تفارق النيبال
وعادت الكوارث الطبيعية لتضرب النيبال، الدولة الأسيوية الفقيرة، فمع اقتراب دقات الساعة من الثانية عشرا ظهرا بالتوقيت المحلي في نيبال امس الاول اهتزت الأرض في البلد الأسيوي الفقير بشكل لم يسبق له مثيل منذ عشرات السنين. وترجرجت جوانب جبال الهمالايا الشاهقة، ولم يشعر سكان نيبال فقط باهتزاز الأرض وإنما شعر به أيضا سكان في الهند والصين وبنغلاديش وباكستان.
ويعد زلزال السبت أسوأ زلزال يضرب البلاد منذ 81 عاما، عندما وقع زلزال عام 1934 وتسبب في مقتل 17 ألف شخص معظمهم في كاتماندو.
وغطى التراب أجواء كاتماندو، تراب يعود إلى مبان عديدة ومعالم تاريخية دمرها الزلزال، من بينها برج داراهارا البالغ ارتفاعه 60 مترا الذي بني عام 1832. ولم يتبق منه سوى دعامة بطول 10 أمتار.
وفي أنحاء المدينة تدافع رجال الإنقاذ بين حطام المباني المدمرة وبينها معابد هندوسية خشبية متهالكة. وأخبر الكاتب والمصور النيبالي كاشيش داس شريستها بعد زيارة قام بها للجزء القديم من كاتماندو أن "كل المعابد التي تعود إلى القرون الماضية أصبحت أثرا بعد عين." ووصف الزلزال بأنه "مأساة وطنية".
العالم يساعد النيبال
وأعلنت الحكومة النيبالية حالة الطوارئ في المناطق المتضررة من الزلزال وطالبت بمساعدات إنسانية، وذكرت الشرطة أن المطار الدولي الوحيد في العاصمة كاتماندو أغلق نتيجة للزلزال حيث يجرى تغيير اتجاه جميع الرحلات حاليا إلى نيودلهي، فيما عدا الرحلات التي تحمل مواد الإغاثة، حيث سمح لها بالهبوط في المطار.
وتقع النيبال بين الهند والصين وتتحمل نصيبها من الكوارث بعدد سكانها الـ 28 مليون نسمة، وعقد رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي اجتماعا طارئا وبدأت البلاد في نقل مساعدات إغاثة مادية وأفراد إنقاذ عبر جسر جوي إلى نيبال. فأرسلت الهند أربعة أطنان من الإمدادات من الغذاء والماء وأنظمة الاتصالات ومعدات أخرى و40 فرد إنقاذ مدربا وتخطط لإرسال طائرتين إضافيتين محملتين بإمدادات طبية وأطباء، بينما قالت روسيا إنها سترسل نحوا من 50 فرد إنقاذ، كما أعلنت دولة الإمارات العربية عن تقديم مساعدات إغاثة عاجلة لضحايا زلزال نيبال. كما تستعد هيئة الإغاثة التقنية الألمانية تي اتش دبليو (THW) لإرسال رجال إنقاذ وأجهزة وكلاب مدربة من أجل المساعدة في إغاثة المتضررين من زلزال نيبال.