مدارات

هل يسمع المسؤول... نخيل.. نخيل*

النخيل في العراق يشارك الناس كوارثهم في الحروب، في الاهمال وفي الأمراض. ترى في العراق نخيلاً مقطع الرؤوس، ونخيلا مريضا ونخيلا بلا ماء ونخيلا لا يُعنى به أحد!
عموماً، لسنا غافلين عن تطور الزراعة في بلدان العالم ولا عن التعامل الجيني واستيلاد فاكهة واشجار جديدة تجمع مزايا اكثر من صنف، وأحياناً ترى فاكهة ما الفناها! نحن نعرف هذا واكثر منه ولكن لبعض البلدان شجرتها المتميزة، شجرتها الوطنية، ترتسم على اعلامها او على شعاراتها أو على طوابعها البريدية ونجدها حاضرة في آدابها وأعمالها الفنية.
ماذا قدمنا نحن لنخلتنا؟ النخلة هذه السيدة الشامخة الانيقة، ذات الكبرياء والمحبة، هذه النافورة الخضراء، هذه القبة المقدسة ذات الدراري الذهبية وقت النضج؟
النخيل يتناقص واصنافه الجيدة لا يُعني أحد بتكثيرها ونشر زراعتها. فلا ترى إلا بساتين يابسة السعف واضحاً عليها البؤس. ذلك امر مؤسف ويبدو صعباً على وزارة الزراعة، وزارة وليست قرية مزارعين، ان تسيّر مفارز لارشاد اصحاب البساتين ومساعدتهم بآلات وارشادات. وصعب عليها توزيع فسائل من الاصناف الجيدة وصعب ايضا مساعدتهم في كري الانهار والسواقي ومكافحة الامراض التي اتلفت الكثير، مثل الدوباس والحميرة وأسماء اخرى تعرفها وزارة الزراعة. سيقول الاخوان في الزراعة، نحن نكافح، اقول نعم لكن النخيل يتناقص والاصناف النادرة لا توسع?ن زراعتها او تهتمون بها، ولسنا ضدكم ولستم ضدنا. هو وطننا وبلدنا ومصالح شعبنا وهي نخلتنا الوطنية!
فاذا كان كل الذي ذكرناه صعباً عليكم، على دوائر الزراعة في محافظات العراق، أليس سهلا عليكم النصح والارشاد العلمي وطبع النشرات المصورة وبيع فسائل الاصناف الجيدة اليهم باسعار رمزية، وشراء الاصناف الرخيصة لتزيين الشوارع والحدائق العامة؟
النخلة على جمالها النادر، هي شجرة متواضعة وزاهدة بالكثير مما تحتاج له الاشجار الأخرى. فهي تمتص الماء والغذاء من أمكنة بعيدة ولا تحتاج الى كثير من الاسمدة. وهي شجرة وطنية نافعة دائمة الخضرة نظيفة، وثمارها «التمور» غذاء يمتدحه الطب والعارفون.
والنخلة اصيلة في البلاد منذ السومريين الى عرب الجزيرة، الى السنين الأخيرة. ودخلت في العقود الاخيرة في صناعة الحلويات، وعصيرها، دبسها، لا يزال حاضراً على موائد الناس. هو والتمر غذاء شعبي للفقراء وللموسرين.
هل ترانا ندعو للخير وللاصلاح وانتم معنا؟ أليس اهمال الرمز الوطني واهمال ناس الوطن شرطين اساسيين من شروط الخراب؟
راصد الطريق*