مدارات

النفط تعلن مراجعة العقود النفطية.. والشركات تؤكد سعيها إلى إيقاف حرق الغاز خلال عامين

طريق الشعب
كشف وزير النفط، عادل عبد المهدي، اثناء انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الثالث للنفط والغاز في العراق في مدينة ميسان، صباح امس الاربعاء، عن مراجعة الوزارة العديد من العقود النفطية المبرمة مع الشركات الاستثمارية، معلنا عزم وزارته مراجعة بقية العقود من اجل مصلحة الطرفين.
وفيما اكد، سعي العراق الى ايقاف حرق الغاز خلال فترة زمنية لا تتعدى العامين، لفت الى ان العراق اكتفى ذاتيا من الغاز السائل وسيصدره خلال الفترة المقبلة.
وفي حين اعلن عبد المهدي، ان وزارته، حققت زيادات كبيرة في الانتاج والتصدير والتكرير خلال عام واحد، اشارت الى ارتفاع معدل التصدير الى اكثر من ثلاثة ملايين برميل يوميا.
مراجعة العقود النفطية
وقال وزير النفط، عادل عبد المهدي، في كلمته التي القاها في المؤتمر، المنعقد، تحت شعار "الثروة الهايدروكاربونية ضمان لحياة أفضل"، "لقد أجرينا مراجعة قديمة للعقود المبرمة مع الشركات النفطية، وسنجري مراجعة جديدة لكل العقود، من أجل مصلحة القطاع النفطي العراقي والشركات العالمية ايضا".
وأكد عبد المهدي أنه "يجب أن نولد حوافز أكثر للطرفين (القطاع النفطي العراقي والشركات العالمية)، لتتقدم الشركات في عملها وكي تعمل شركاتنا ايضا بما يقدم لها من حوافز".
وتابع عبد المهدي ان "الامر الاخر الذي سنتباحث فيه هو تقليل التكاليف والنفقات التشغيلية النفطية وبما يسمح للطرفين تحقيق منافع مشتركة وبما يعزز العلاقة طويلة الامد بين الاطراف مشتركة".
وشدد على ضرورة ربط الاتفاقات مع تذبذب الاسعار العمالية للنفط، قائلا "لا بد من الربط بين تذبذب اسعار النفط والمجهود الحقيقي الذي يبذله الطرفان الوطني والعالمي".
تصدير الغاز السائل قريبا
واردف وزير النفط، ان "العراق يسعى الى إيقاف حرق الغاز المصاحب خلال فترة زمنية لا تتعدى العامين من الآن"، مشيرا الى أن "العراق قطع شوطا مهما في إيقاف حرق الغاز الذي ما زال نصفه يحرق والنصف الأخر مسيطرا عليه".
واستطرد المهدي، أن "العراق اكتفى ذاتيا من الغاز السائل ومن الناحية العملية لا يستورد سوى جزء بسيط جدا منه"، متوقعا أن "يقوم العراق بتصدير الغاز السائل الى الخارج خلال الفترة المقبلة".
ولفت عبد المهدي الى أن "احتياطيات العراق من النفط والغاز من الاحتياطيات العالية، مبينا أن "العراق يحتل المرتبة الثالثة عالميا وسيكون الثاني إذا ما استكملت الاستكشافات الجديدة"، مبينا أن "العراق يحتل المرتبة 11 عالميا من حيث احتياطياته الغازية وسيحتل الخامس عالميا في حال استكمال الاستكشافات في هذا المجال".
وتشير التقديرات الأولية إلى أن العراق يمتلك مخزوناً يقدر بـ112 ترليون قدم مكعب من الغاز، إلا أن 700 مليون قدم مكعب منه يحترق يومياً ويهدر بسبب عدم وجود البنية التحتية.
ويحل العراق في المرتبة الحادية عشر بين دول العالم الغنية بالغاز الطبيعي بعد كل من روسيا وإيران وقطر والسعودية والإمارات وأميركا ونيجريا وفنزويلا والجزائر، وتبلغ الاحتياطيات المؤكدة فيه نحو 112 تريليون قدم مكعب.
انتاج النفط يرتفع الى 3,7 مليون برميل يوميا
وبين وزير النفط، ان "العراق تمكن خلال عام واحد وابتداء من ايلول 2014 الى أيلول 2015 من رفع إنتاجه النفطي عدا الكميات المنتجة في إقليم كردستان الى 3,7 مليون برميل يوميا مقارنة بـ 3,198 مليون برميل يوميا"، لافتا الى ان "معدل الصادرات ارتفعت أيضا الى 3,051 مليون برميل يوميا بالمقارنة مع 2,535 مليون برميل في عام 2014".
وافاد ان "معدل النفط المكرر ارتفع بشكل طفيف نتيجة سيطرة داعش على مصفى بيجي ومصفى الكسك في نينوى وتوقف مصفى حديثة"، مبينا ان "النفط المكرر ارتفع من 469 الف برميل يوميا في 2014 الى 469 الف برميل يوميا في 2015".
انخفاض الواردات الى 3 مليارات و700 مليون دولار
وتابع عبد المهدي ان "الواردات المتأتية من النفط شهدت انخفاضا نتيجة هبوط اسعار النفط العالمية"، موضحا ان "الايرادات انخفضت خلال عام واحد من 6 مليارات و916 مليون دولار الى 3 مليارات و700 مليون دولار".
ويسعى العراق الى زيادة انتاجه النفطي لتعويض خسائره نتيجة انخفاض اسعار النفط العالمية الى ما دون 50 دولارا ،ويعتمد العراق على 95 في المئة في موازنته العامة من ايراداته المتاتية من النفط الخام.
وكان المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، قد قال في حديث صحفي، إن "المؤتمر سيناقش على مدى يومين 49 بحثا عبر 10 جلسات، تتضمن شؤون الاستخراج والتصفية والبيئة والطاقة والنانوتكنولوجي".
وقدم باحثون من العراق وروسيا والصين وماليزيا وإيران والاتحاد الأوروبي 223 ملخصا للمؤتمر، وتم ترشيح 194 ليتم بعدها اختيار 60 بحثا منها.
يذكر أن المؤتمر الأول للنفط والغاز أقيم في محافظة البصرة عام 2011، في حين أقيم المؤتمر الثاني في بغداد خلال عام 2013.
من جهته، قال مدير مركز البحث والتطوير في الوزارة، كريم عبد الحسن علوان، إن "المؤتمر يعد ظاهرة علمية دولية في قطاع النفط والطاقة، ودأبت الوزارة على إقامته كل عامين في محافظاتنا النفطية"، مؤكداً "أهميته العلمية والبحثية من خلال عرض ومناقشة البحوث المقدمة للمؤتمر والتي تتيح للعاملين والمهتمين في شؤون النفط والطاقة الاطلاع على آخر المستجدات العلمية والتكنولوجية".
ولفت علوان إلى أن "المؤتمر سيشارك فيه باحثون من العراق وروسيا والصين وماليزيا وإيران والاتحاد الأوربي من خلال 223 ملخصاً قدمت للمؤتمر وتم ترشيح 194 ليتم بعدها اختيار 60 بحثاً منها"، مبينا أن "49 بحثاً منها سيعرض في أعمال المؤتمر والمتبقي سيتم نشرها في المجلة العلمية الخاصة بالمؤتمر العلمي".