بلد يريد التقدم، يسعى لأن يطور منشآته ومعاهده ومصانعه وزراعته، في بلد يريد ان يرتفع بمستوى العلوم والثقافة والفنون، لا بد من ان يكون له تفكير تقدمي يخطط للمستقبل. وهذا المطلب يحتاج لان يطور الناس مستواهم العلمي ودراساتهم. ولابد هنا من تشجيع لهم على ذلك.

الدراسات العليا لانها في جامعات رسمية، ولأن العاملين في اقسام الكليات في هذه الجامعات هم الذين يتولون التدريس والاشراف على الاطاريح والرسائل، واولاء عددهم محدود، صاروا يحددون القبول للدراسات العليا. لكن دخل سبب آخر مؤسف:

بعضهم لا يريد كوادر جديدة تأتي، ولا يريد زيادة عدد المقبولين حتى اذا توافرت الامكانات لذلك. وزارة التعليم العالي لا ترصد هذه النزوع الاناني، غير العلمي وغير الوطني! انه موجود، موجود موجود!

واذا تركنا هذه المسألة، واراد موظف ان يكمل دراسته العليا في غير جامعات الدولة الرسمية، لماذا الموانع؟

سيكون الجواب: لانه موظف ويأخذ راتبه من الدولة، وهذا الراتب لقاء تأدية عمل.

حسناً يا وزارة التعليم العالي، فاذا اراد اجازة من دون راتب؟ لماذا تشترطون عليه ان لا يدرس؟ واذا علمتم به يدرس في هذه الاجازة من دون راتب يحال الى التحقيق او الى المحاكم؟

يا اخوان هم يأخذون اجازة سنتين من دون راتب، يوفرون مالا للدولة اولا ويطورون انفسهم لصالح الدولة ثانياً ولا يزاحمونكم على المقاعد الدراسية، لماذا تمنعونهم؟ لماذا؟ لماذا؟ وفوق كل هذا يحال الى التحقيق؟

الرجاء اعيدوا التفكير بهذه التعليمات الغضب، بهذه الموانع التي لا يرتضيها العقل ولا مصلحة الدولة ولا مصلحة الناس. لا تمنعوا الناس من اكمال دراساتهم. هل من اعادة التفكير بالأمر والوصول الى صيغ سليمة تمكن الموظف من اكمال دراسته؟

نحن لا نقول امنحوه اجازة دراسية براتب، فانتم ملزمون بعدد لا يقبل الزيادة. ولكننا نقول لا تمنعوهم من اجازة من دون راتب لاكمال دراستهم! جميع دوائر الدولة تشكو الترهل في كوادرها، لماذا لا تعطون الناس اجازات من دون راتب؟ وما دخلكم وما المانع؟ وما الذي يضركم اذا راح يكمل دراسته او راح يتدرب في فريق كرة قدم ما دمتم وافقتم على اجازة له من غير راتب؟

مع تقديرنا لما تملكون من اسباب، فنحن نعتقد ان رغبة الناس في اكمال دراستهم تحتاج الى مساعدة وتشجيع ومباركة، لا الى تهديد بالعقوبة!

غيروا اساليبكم في مخاطبة الناس والتعامل معهم!

الموظف ليس عبداً يمنع من مغادرة مقاطعة السيد، واذا سمح له بالاستراحة فيجب الا يغادر المنطقة! نحتاج الى تفكير مدني يرعى حقوق الناس وحقوق الدولة، ولا ضرورة للاعاقات ما دامت الرغبة هي في التطوير. وتطور الافراد علمياً هو ما تتمناه كل الدنيا.

فلتكن وزارة التعليم العالي أول من يتمنى!