- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأحد, 06 كانون1/ديسمبر 2015 19:06
رشيد غويلب
صوت البرلمان الألماني، بعد مناقشات سريعة، الجمعة الفائتة على مشاركة الجيش الاتحادي في عمليات التدخل العسكري المتصاعدة في سوريا. وصوت 445 من تحالف الكبار الحاكم لصالح قرار المشاركة، فيما رفضت كتلة حزب اليسار بالإجماع مشروع القرار، وصوت 3 مندوبين من حزب الخضر بنعم، ورفض القرار 59 مندوبا آخرين.
وتضمنت قائمة الرافضين مندوبين من الإتحاد المسيحي الحاكم، و 28 مندوبا من حليفه الحزب الاجتماعي الديمقراطي(وسط)، وبلغ مجموع البرلمانيين الذي رفضوا مشروع القرار145 مندوبا. وبرر المشروع الحكومي القرار بالالتزام بالتحالف مع فرنسا وفق معاهدة الإتحاد الأوربي، في ظل غياب غطاء شرعي صادر من الأمم المتحدة. ويجيز القرار مشاركة القوات الألمانية في قصف المدن السورية، والعمليات البرية حتى نهاية عام 2016 قابلة للتجديد. وستبلغ تكاليف التدخل الألماني 134 مليون يورو. وسيشارك فيها 1200 عسكري على الأقل، الى جانب مشاركة 6 طائرات استطلاع حديثة من طراز تورنادو، وطائرة ناقلة للوقود جوا، والفرقاطة "شليسفيغ هولشتاين". وهذه هي المشاركة الألمانية الأكبر خارج الحدود الوطنية، منذ خرق الدستور للمرة الأولى واشتراك الجيش الألماني في حرب البلقان التي ادت الى تفكيك يوغسلافيا السابقة.
حركة احتجاج واسعةوفي الليلة التي سبقت جلسة التصويت شهدت العديد من المدن الألمانية، ابرزها برلين، هامبوك، ميونخ، ولايبزغ، حركة احتجاج واسعة دعت اليها قوى اليسار الألماني وحركة السلام والحركات الإجتماعية المناوئة للعولمة الراسمالية، كان ابرزها التجمع الاحتجاجي الذي احتضنته العاصمة برلين،على مقربة من مقر البرلمان الإتحادي، والذي كان ابرز المتحدثين فيه رئيسا كتلة اليسار في البرلمان سارة فاكنكنخت وديتمر بارج . وقد اكدت الكلمات والشعارات التي رفعت في التجمع على رفض تدخل الجيش الألماني في الصراع الدائر في سوريا، وايقاف تصدير الأسلحة الى بلدان المنطقة، وخصوصا الداعمة للإرهاب كالسعودية وقطر وتركيا، والضغط عليها لإيقاف هذا الدعم. وتجفيف منابع تسليح وتمويل، والتبادل التجاري مع داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى. وشدد قادة اليسار على الاستفادة من اتفاق فينا، والتأكيد على ضرورة حوار سوري داخلي يفتح الطريق لحل سياسي للصراع الدائر، ويحترم وحدة اراضي سوريا وسيادتها، ويتيح للشعب السوري تقرير مصيره بنفسه. ونظمت جميع التظاهرات والتجمعات تحت شعار "لا للتدخل العسكري الألماني في سوريا نعم للحل السياسي".
وكان العديد من البيانات التي صدرت قبل وبعد جلسة التصويت قد اكد ضرورة التعلم من تجارب حروب الناتو المدمرة في أفغانستان والعراق والصومال واليمن وسوريا، والتي لم تؤد عمليا الى انهاء الإرهاب، بل كانت سببا في توسعه وسيطرته على مساحات شاسعة من هذه البلدان. وذكرت البيانات المواطنين الألمان بمشاركات الجيش الألماني السابقة التي بقيت مفتوحة ولم تساعد على استقرار بلدان الصراع، مشيرة الى المثل الأكثر فشلا في أفغانستان. وناقشت بيانات اخرى طبيعة المشاركة الألمانية فنيا وعسكريا، واستخلصت انها سوف لن تؤدي الى تحجيم الإرهاب، في حين توقع المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، في مدن دمرتها عمليات القصف متنوعة المصادر التي تشهدها الساحة السورية.
البرلمان البريطاني يمرر قراراً مماثلاًوكان البرلمان البريطاني قد مرر قبل أيام، بعد مناقشة استمرت 10 ساعات، قرارا مماثلا يتيح للقوات البريطانية المشاركة في الحرب الدائرة في سوريا. وصوت لصالح القرار 397 نائبا مقابل 223 نائبا صوتوا ضد مشروع القرار الحكومي. وكان 66 نائبا من يمين حزب العمال المعارض قد دعموا توجه رئيس الوزراء البريطاني كاميرون الداعي للمشاركة الواسعة في الحرب، فيما صوت اكثرية نواب حزب العمال ضد القرار الحكومي، يتقدمهم زعيم الحزب، اليساري كوربن ، الذي اضطر الى الموافقة على ترك الحرية لنواب الكتلة في التصويت على القرار، وقد صوت الى جانب كوربن 152 مندوبا بضمنهم 15 من حكومة الظل العمالية.
ومن المعروف ان الحكومات الغربية المتنفذة تسعى إلى الضغط على بلدان غربية اخرى مثل ايطاليا واسبانيا للمشاركة في عمليات قصف المدن السورية. من جانب آخر اعترفت شخصيات قيادية في المؤسسات الأمنية الأوربية مثل فولف غنغ اشتنغر رئيس مؤتمر ميونخ للأمن بفشل النموذج الأمريكي في العراق والذي استند الى تفكيك مؤسسات الدولة والجيش في العراق، ودعا الى حل سياسي بمشاركة النظام السوري يقوم على الحفاظ على مؤسسات الدولة في المرحلة الإنتقالية، وعدم اشاعة الفوضى في البلاد.