- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الثلاثاء, 08 كانون1/ديسمبر 2015 19:02
طريق الشعب
مع انتهاء مهلة الـ48 ساعة التي منحها العراق لسحب القوات التركية من أراضيه، خوّل مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء، رئيس الحكومة حيدر العبادي اتخاذ الإجراءات المناسبة إزاء "التجاوز التركي" على الحدود العراقية، مؤكدا أن السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية "خط احمر لا يسمح بتجاوزه"، فيما طالب الحكومة التركية بسحب قواتها وإعلان احترامها السيادة العراقية.
في حين؛ أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس، أن بلاده لن تسحب قواتها من العراق حالياً، مشيراً الى ايقاف ارسال قوات الى شمال العراق في الوقت الراهن.
السيادة خط أحمر
وقال مكتب العبادي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "مجلس الوزراء ناقش في جلسته التي عقدت اليوم (امس) موضوع دخول القوات التركية في الأراضي العراقية"، لافتا إلى أن "المجلس خول رئيس الوزراء اتخاذ الخطوات والإجراءات التي يراها مناسبة بشأن تجاوز القوات التركية على الحدود العراقية وخرقها السيادة الوطنية مع دعمه الكامل للقرارات التي اتخذها مجلس الأمن الوطني بشأن الموضوع ومتابعة تنفيذها".
وأضاف أن "المجلس أكد أن السيادة الوطنية وحدود البلاد الجغرافية خط احمر لا يسمح بتجاوزه على الإطلاق، لاسيما وان الحكومة العراقية لم توقع اتفاقا، أو تسمح للجارة تركيا بتجاوز حدود بلدنا تحت أية ذريعة".
وأشار مكتب العبادي إلى أن "مجلس الوزراء أجمع على أن دخول قطعات من القوات التركية أمر مرفوض ومستنكر، وان الحكومة العراقية تجدد موقفها بمطالبة الحكومة التركية بسحب قواتها، والإعلان عن احترامها الكامل السيادة العراقية"، لافتا إلى أنه "في الوقت الذي تحرص الحكومة على إدامة علاقة حسن الجوار، تؤكد حقها في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحفظ السيادة الوطنية".
رفض تركي
غير أن المتحدث باسم وزارة الخارجية تانجو بلجيج قال في تصريح أوردته "رويترز" وتابعته السومرية نيوز، إن "وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو أبلغ نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في مكالمة هاتفية أن تركيا أوقفت إرسال قوات إلى شمال العراق في الوقت الراهن إلا أنها لن تسحب الجنود المتواجدين هناك بالفعل".
وأضاف بلجيج، أن "تشاووش أوغلو كرر احترام أنقرة لوحدة الأراضي العراقية في المكالمة التي أجريت في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين".
رد عراقي
فيما ابدى المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أسفه إذا أصرت تركيا على عدم التجاوب مع طلب الحكومة العراقية بسحب قواتها من الأراضي العراقية، مؤكداً أن العراق سيتخذ "خيارات تصاعدية تدرجية" للحفاظ على سيادته.
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي في تصريح صحفي، "نأسف إذا كان هناك إصرار من قبل الجانب التركي على عدم احترام السيادة العراقية وعدم التجاوب مع طلب الحكومة العراقية بسحب القوات التركية فورا من الأراضي العراقية"، مشيراً الى أن "الحكومة العراقية ملتزمة بالمحافظة على السيادة العراقية وحرمة أراضيه وعدم السماح لأي طرف بالاعتداء عليها".
وأضاف الحديثي، "سنتخذ خيارات تصاعدية تدرجية لمعالجة هذا الخرق وانتهاك السيادة العراقية ولدينا خيارات قانونية ومنها مسارات دبلوماسية وسياسية وقانونية"، مؤكداً "إذا لم تلتزم تركيا ولم تحقق هذه الوسائل القانونية النتيجة المرجوة فأن العراق لديه خيارات عديدة للحفاظ على سيادته".
شكوى إلى مجلس الأمن
وهددت وزارة الخارجية العراقية، الثلاثاء، بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن والتحرك نحو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف تجاه "الانتهاك التركي" في حال لم تقم تركيا بسحب قواتها من العراق قبل انقضاء مهلة الحكومة المقررة مساء اليوم، فيما أكدت حرص بغداد على إدامة العلاقات الثنائية مع أنقرة بما ينعكس إيجابا على مصالح البلدين.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال في تصريح صحفي، إنه "جرى يوم أمس (الأول) اتصال هاتفي بين وزير الخارجية إبراهيم الجعفري ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو بناء على طلب من الجانب التركي"، مبينا أن "الجعفري أكد خلال الاتصال ضرورة احترام سيادة العراق وسحب كافة القوات التركية من على أراضيه خلال المهلة التي حددتها الحكومة العراقية لذلك والتي تنتهي مساء اليوم".
وأضاف أن "الجعفري أكد أنه بخلاف ذلك ستقوم الخارجية العراقية بتقديم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن والتحرك نحو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف تجاه هذا الانتهاك من قبل الجانب التركي"، لافتا إلى أن "الجعفري أكد في الوقت ذاته حرص العراق على إدامة علاقاته الثنائية مع تركيا بما ينعكس إيجابا على مصالح البلدين من خلال الاحترام المتبادل بينهما ومراعاة مبادئ حسن الجوار".