مدارات

هل يسمع المسؤول*؟ ..السيد وزير الدفاع .. السيد وزير الداخلية

واثقون تماماً انكما معاً تريدان الخير للناس ولوزارتيكما، وانكما معاً تريدان عملاً مهنياً يحترم اللياقات المدنية ويحترم الناس. ايضاً، واثقون انكما غير قادرين على كل شيء بعدما ورثتما مؤسستين فيهما مآخذ و «منعطفات»، وليس سهلاً السيطرة عليهما ولا تنفيذ كل ما تريدانه.
فالطائفية موجودة وفاعلة في المؤسستين والتعاطف والضد موجودان ايضاً. والعمل على جعل المنتسب مهنياً متكاملاً ليس سهلاً، ما دامت مناطق النفوذ خارج المؤسستين واضحة التأثير في السلوك والتبني والاملاء والتوجيه!
لكن كل هذا لا يمنع شخصية ممتازة كشخصية وزير الدفاع وشخصية جادة مثل وزير الداخلية من ان يواصلا الاصلاح في هذه المناطق الشائكة. لسنا ضد شعائر الناس وقناعاتهم الدينية او الحزبية، لكن للبزّة الرسمية احترامها ولشخصية الجندي العسكرية ورجل الشرطة والامن احترامها. ايضا الضوابط لازمة ويجب احترامها!
اما ان ننسى انفسنا ويرفع الشرطي بندقيته ويشارك الناس في الاعراس فيطلق عيارات هي ممنوعة اصلاً، فهذا خطأ! او أن يضع المسجّل باعلى صوته على سيارة الدولة ويبثّ وهو يسير بها تسجيلاً لقراءة او لطمية وحتى لأغنية، فهذا لا يجوز ويجب منعه والسيطرة عليه بتوجيه حازم وبأوامر انضباطية! وانا إذ ابارك قواتنا المسلحة وانجازاتها العظيمة في تطهير الاراضي والمدن وحماية البلاد، فنحن نبقى نريدهم «عسكر»، قيافة وسلوكاً في الجبهة او في المدينة، في الشارع او في المعسكر.
ثم ان هناك علماً عراقياً، هو علم الدولة العراقية التي ننتسب جميعاً لها. اذاً لا اعلام اخرى. وتوجد اذاعة وطنية وفضائية رسمية، هما في الخيمة وفي الثكنة ولا غيرهما. حتى من المواليات لنا أو التي تحمل انت أو أنا الولاء لهن.
ألا نريد دولةً، ودولة محترمة لها انظمة وقوانين؟ إذاً، هذه شروط ما نريد!
الغلوّ في الحماسات الدينية والمذهبية، يربك الشارع ويؤذي الناس القاطنين والمستقرين في بيوتهم ويضر بالعلاقات الطيبة والتآلف بين افراد الثكنة الواحدة او المعسكر الواحد. اما في الشوارع وبين بيوت الناس فليس مسموحاً لأحد ان يقحم صوت الميكرفون في بيوتهم في اي ساعة يشاء هذا المتحمس او هذا المرائي. يفتحون المسجلات بأعلى أصواتها دونما تفكير بالناس القاطنين جوارهم. هذا ما تفعله شرطة الحمايات مثلاً القريبة من بيوت الناس. وهذا ما تفعله بعض السيارات العسكرية وهذا ما يفعله بعض « الحُماة « في المدارس والكليات والمعاهد.
المناطق السكنية محترمة ومصونة. الشوارع شوارع الشعب كله، والطرق للناس كلهم!
الايمان الحقيقي يستوجب السلوك الصحيح في كل المناسبات!
راصد الطريق*