مدارات

هل يسمع المسؤول*؟.. صعوبة انشاء متنزه

غريب امر دولتنا، وزارة كاملة للبلديات لاكثر من اثنتي عشرة سنة، وامانة بحجم وزارتين لبغداد وفيها كوم من الوزراء وكوم من الكتل وكل لها اتباعها، قبائل وانصار، والجميع يتحدث عن الوطن وضرورة اصلاحه وتقدمه.. لكن لا احد في مجلس الوزراء، او مجلس النواب، ولا في منظمة ولا في جمعية تابعة لهذه الكتلة او ذاك التجمع، وقف يوما وتحدث في اجتماع، أو تكلم مع نفسه، وقال: أليست فضيحة؟ أليس عيباً؟ أليس أمراً مخجلاً اننا ومنذ 13 عاما نتباهى بحديقة الزوراء وحدها؟ كل هذه السنوات، كل هذه الثروات التي امتلكتها امانة العاصمة ووزارة ?لبلديات ومحافظة بغداد ما استطاعت ان تقيم زوراء اخرى! ام انهم يريدونها ان تظل «يتيمة الدهر»؟
اما كان ممكنا ان يكون للشعب بارك حديث كبير مشترك يجمّل المدينة ويريح الناس؟ سنوات مرت ونحن نلهج وابناؤنا والاطفال الجدد: الزوراء.. الزوراء.. تلك الزوراء الوحيدة والفريدة! نسأل البلديات، الامانة، «غير المرتاحين من امانتها»، محافظة بغداد: هل شحّت الارض وصار النبات وصارت الاشجار نادرة جدا، فلا نستطيع بعد ان ننشىء حديقة كبيرة اسمها متنزه؟ ماذا لو صارت الزوراء عوراء بأن يقع فيها، لا سمح الله.، حادث ودمّرها او اوقف الخدمات فيها؟
ما هذه الاتكالية، واللا مبالاة؟ ورثتم الزوراء وبقيتم عليها مثل الايتام على ما خلّف أبوهم الراحل؟ والادهى والمضحك هو تباهي امانة العاصمة وتفضلها على الناس بان تجعل الدخول اليها في المناسبات مجاناً! عمل خارق ومكسب عظيم! اعلانات في التلفزيون والصحف ايام العيد مجانا! يا للمضحك المبكي! المفروض ان تكون لنا العديد من المتنزهات وكلها مجانا وكلها مفتوحة للناس يومياً.
هل تبقى امنية ان تكون لنا اربعة او خمسة متنزهات كبيرة في بغداد العاصمة؟
يبدو ان «الجماعة» استراحوا لما ورثوه، وربما لا «ينفعهم» ماء وزرع ومصاطب هم يتوقون إلى شيء «أكبر»، واكثر «فائدة» لهم.
الارض من الدولة، والماء من الله والنهر، لكن لا توجد «استيرادات»، ولا توجد «مقاولة»، اذن لا توجد «جدوى»! ثمة مشاريع أهم، ما هي؟ لا شيء!
وانت ما ان تتحدث في هذا الموضوع حتى ينبري لك الاساتذة اللبقون: لنا مشاريع حدائق شرق بغداد، غرب بغداد، شمال بغداد، جنوب بغداد، فوق بغداد وتحت بغداد! وكلها خططنا لها ولا يعوزها غير التنفيذ!
اذن ابقوا مع حديقة الزوراء وستقرأون اعلانات الامانة المخجلة عن فتحها ايام الاعياد مجاناً!
راصد الطريق*