مدارات

جاسم الحلفي: الاصلاح هو الخيار الذي يؤمن خروج العراق من ازماته

طريق الشعب
استضاف عدد من المنظمات والجمعيات العراقية في السويد، من بينها فرعا التيار الديمقراطي في ستوكهولم ومالمو والجمعية المندائية في ستوكهولم، والبيت الثقافي العراقي وجمعية المرأة العراقية في غوتنبرغ ، ورابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد، الرفيق جاسم الحلفي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وقدم في اربع ندوات جماهيرية، شكره للدعم المعنوي والتضامن الواسع الذي قامت به الجالية العراقية في السويد من خلال منظماتها وشخصياتها العامة مع المتظاهرين السلميين ضد المحاصصة والفساد والارهاب ومن اجل الخدمات. كما استعرض خصائص ومطالب الحركة الاحتجاجية وآفاقها، وذلك في الفترة من 29/11- 6/12/ 2015. وبين ان خلفية التظاهرات تنطلق من فشل نظام المحاصصة وتمترس الفساد في مؤسسات الدولة وتغوله ونهب ثروات العراق وتبديدها، وتفاقم الوضع الأمني وتوسع داعش وانتشار السلاح خارج المؤسسات العسكرية للدولة، وضعف الخدمات، وتضخم الجهاز الإداري والبيروقراطية وعدم قدرته على الاستجابة المطلوبة في تنفيذ واجباته، وكان السبب المباشر للتظاهرات هو موضوعة الكهرباء في صيف لا يرحم، وتأخير دفع الرواتب، وقطع رواتب عمال شركات التمويل الذاتي، والبطالة، واستشهاد منتظر الحلفي على يد الشرطة في البصرة. وهدفت التظاهرات الى إصلاح النظام السياسي وتخليصه من المحاصصة والفساد والترهل. وان العنوان الأكبر في المطالب هو الخدمات، التي غدت مفقودة، خاصة تلك المتعلقة بالحياة والمعيشة والكرامة. فيما تركزت سمات التظاهرات على ابعاد منها 1- بعد وطني، 2- طابع شعبي، 3- محتوى اجتماعي، 4- مشروعية المطلب، 5- سلمية الأسلوب.
وبين ان المتظاهرين لا يتوقعون حلولا سحرية، فجل ما يريده المتظاهرون الآن هو إجراءات حقيقية، واقعية، على طريق الإصلاح والتغيير في اتجاه تحسين الخدمات،كخطوات واقعية نحو إصلاح النظام وتخليصه من المحاصصة والفساد.
واشار الى ان أوراق الإصلاح التي طرحتها السلطات الثلاث، ورقة رئيس الوزراء ومجلس النواب، والسلطة القضائية، لم ترتق الى الحد الادنى من مطالب المتظاهرين مع ذلك فإنها لم تر النور، و بدلا عن المضي في الاصلاح باعتباره الخيار الوحيد الذي يسهم في اخراج العراق من ازماته المستفحلة، اصبح التسويف والمماطلة هو الاسلوب الذي تراوغ به هذه السلطات مراهنة على تراجع الاحتجاجات وانتهاء انشطتها. واكد على طرح رؤية المحتجين بان مساحة الإصلاح يجب ان تشمل النظام برمته.
وتوقف عند معارضي الإصلاح، حيث انهم يبذلون ما بوسعهم للتمويه والتشويه والتحريف والالتفاف، والعناد واللعب على عامل الوقت للإفلات بأقل الخسائر. فهم يدركون ان عملية الإصلاح ان تمت كما هو مطلوب، ستضعهم أمام حكم قضائي نأمل ان يكون عادلا، ويقر حق الشعب العراقي في استرجاع أمواله المنهوبة منهم، إلى جانب إنهاء طموحاتهم السياسية وما يكتنفها من مشاريع فساد.
وتطرق الى شعارات التظاهرات والأهازيج التي رددها المتظاهرون حيث عبرت بوضوح تام عن المطالب العادلة والمشروعة.
وتوقف عند تنسيق التظاهرات الذي تم عبر جهود كبيرة واجتماعات ولقاءات، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، تمخض عنها إدراك أهمية المحافظة على زخم التظاهر، في اتجاه دعم الإصلاح، والوقوف بقوة أمام من يريد ان يحرفه عن هدفه.
واكد على رؤية منهج الإصلاح، واهمية ان يطرح في ضوئها مشروع متكامل للإصلاح، يبنى على أساس منهج إصلاحي واضح وبين ان الإصلاح لا يمكن ان يتم الا عبر إدارة اصلاحية تضم شخصيات وطنية كفوءة و نزيهة، مؤمنة بالإصلاح، تستند الى جبهة اصلاح تتشكل من القوى والشخصيات التي تؤمن بالإصلاح وتعمل عليه، وذلك عبر التشاور وعقد اللقاءات وتنظيمها، كي تكون سندا جماهيريا وشعبيا للإصلاح.
واستعرض جميع اللقاءات التي عقدها ناشطو الحراك مع اساتذة الحوزة العلمية ومع المراجع الكبار، والسيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء وغيرهم.
واستخلص بان عجلة الإصلاح تحركت ، فلا ينبغي التخلف عن مواكبتها، واهمية السير في خطوات رصينة مدروسة واثقة، تعطي نتائج ملموسة، تؤكد المصداقية والاصرار، وأن الفشل سيكون من نصيب أعداء الاصلاح او كل من يقف بالضد منه، فهو خاسر لا ريب في ذلك، لأنه يقف امام عجلة التاريخ التي تسير نحو عراق معافى من الارهاب والمحاصصة والفساد.
المشاركون في هذه اللقاءات طرحوا عددا من الأسئلة حول مستقبل وافاق التظاهرات، وعن الدور الذي يمكن لأبناء الجالية ان يقدموه لدعم الاحتجاجات، وقد اشادوا بالجهود التي تبذل، وحيوا النشاطات والهمة والاقدام، وقدمت الجالية 12 باقة ورد للتعبير عن دعمها واسنادها وتحيتها للمتظاهرين.