مدارات

في "بيتنا الثقافي" ببغداد :ألفريد سمعان وسيره السياسية والنضالية والأدبية

غالي العطواني
احتفت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، السبت الماضي، بالشاعر والمناضل ألفريد سمعان، الذي تحدث عن سيره السياسية والنضالية والأدبية في جلسة حضرها سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق حميد مجيد موسى، وجمع من الشيوعيين والأدباء والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي عقدت على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس، الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي، الذي قدم نبذة عن المحتفى به، وعن مسيرته الطويلة في السياسة والأدب والفن والرياضة، التي امتدت إلى أكثر من سبعة عقود.
بعد ذلك ابتدأ سمعان حديثه بالإشارة إلى انه "واحد من هذه القافلة الشيوعية الشريفة العظيمة التي مضى عليها أكثر من 82 عاما... وتعرضت إلى ضربات عنيفة، لكنها بقيت صامدة متزايدة القوة والصلابة"، مضيفا قوله "سوف أبقى أرافق هذه القافلة ما دمت حيا".
وأشار سمعان إلى ان إحدى المحطات المهمة في حياته كانت مدينة البصرة، التي تعرف فيها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، على شخصيات مثقفة، شعراء وأدباء وفنانين.
وتابع قوله ان تلك الفترة شهدت ظهور الحركة التقدمية اليسارية في العراق التي انضم إليها، وانه في العام 1948 اعتقل واقتيد إلى معتقل "ابو غريب". وهناك التقى بالرفاق الخالدين فهد وحازم وصارم ونافع يونس وغيرهم، مشيرا إلى انه كان شاهد عيان على إعدام الرفيق الخالد فهد، الذي قبل اعتلائه المشنقة ردد: "وداعا يا رفاق.. وداعا يا رفاق".
كذلك اشار سمعان إلى انه كان إلى جوار الرفيق الخالد سلام عادل في معتقل "نكرة السلمان". وتطرق أيضا إلى مشاركته في وثبة كانون 1948، ثم إلى ثورة 14 تموز 1958، مبينا انه في تلك الفترة كان طالبا جامعيا، وان الحركة التقدمية تنفست الصعداء ونشطت بعيد الثورة، ومعرجا على افتتاح اتحاد الأدباء والكتاب، وكيف ان الشاعر الجواهري الكبير لم شمل الأدباء تحت سقفه.
وتناول المحتفى به انقلاب شباط الدموي 1963، وكيف انه اعتقل واقتيد إلى سجن "نكرة السلمان" بعد حركة حسن سريع في تموز العام نفسه، مبينا انه والآخرين من رفاقه رُحلوا على "قطار الموت" من بغداد إلى السماوة حيث السجن، ولافتا إلى ان قطعان الانقلابيين حشروهم في عربات حمل حديدية مطلية بالقير، ما أدى إلى اختناق العديد من المعتقلين.
وأشاد سمعان بشجاعة سائق القطار، الذي زاد معدل سرعته لكي يصل إلى السماوة بأقصر وقت ممكن، وينقذ المعتقلين، وهناك استقبلهم الأهالي وقدموا لهم التمر واللبن والملح، وانقذوا حياتهم.
وأوضح المحتفى به ان الشيوعيين شكلوا في سجن "نكرة السلمان"، فرقا رياضية ونظموا ورشا لتعليم المهن الشعبية، واللغة الانكليزية، مؤكدا ان السجن أصبح عبارة عن "جامعة يتخرج فيها الطلبة، وهذا هو ديدن الشيوعيين. فهم يحولون الهزائم إلى انتصارات".
كذلك تحدث سمعان عن سيرتيه الأدبية والفنية، ومنجزه في الشعر والسرد والمسرح، وعن عمله أمينا عاما لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق، ثم قرأ نصوصا شعرية من ديوانه الأخير.
وبعد مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، وزع الرفيق حميد مجيد موسى بطاقات شرف عضوية الحزب على مجموعة من الشباب الحاضرين، ثم قدم شهادة تقدير ولوح إبداع إلى الشاعر والمناضل ألفريد سمعان.