مدارات

الأيزيديون: داعش يحتجز نحو 2000 إيزيدية ويدرب 1400 طفل على العمليات الانتحارية

طريق الشعب
مع حلول الذكرى الثانية لجريمة الابادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون في سنجار على يد ارهابيي تنظيم داعش، والتي صادفت امس الاربعاء، مازال الجرح الايزيدي نازفا، ويعاني الإيزيديون آثار الجريمة التي ارتكبت بحقهم في غفلة من الزمن على يد اعتى منظمة ارهابية في العالم .
وفيما كشف مسؤول ايزيدي، عن وجود أكثر من 3700 ايزيدي ما زالوا محتجزين لدى تنظيم داعش، عبر رجال دين إيزيديون، عن قلقهم حول مستقبل طائفتهم في العراق، مطالبين بتوفير حماية دولية للاقليات الدينية في سهل نينوى.
اكثر من 3700 ايزيدي لدى داعش
وقال مسؤول مكتب المختطفين الإيزيديين حسين قائيدي، في مؤتمر صحفي عقده في دهوك بمناسبة الذكرى الثانية لسيطرة تنظيم داعش على منطقة سنجار، انه "خلال العامين الماضيين تم تحرير 2640 مختطفا ومختطفة إيزيدية من قبضة تنظيم داعش"، مبينا أن "عمليات الإنقاذ تمت بدعم من حكومة إقليم كردستان وبعض الأشخاص الخيرين".
وأضاف قائيدي، أن "3770 مختطفا ومختطفة إيزيدية مازالوا محتجزين لدى التنظيم"، لافتا إلى أنه "تم العثور على 33 مقبرة جماعية للضحايا الإيزيديين".
وتابع قائيدي، أن "هناك أكثر من 1400 طفل إيزيدي يتلقون التدريبات على الأعمال الإرهابية والانتحارية في معسكرات داعش"، مشيرا إلى أن "تنظيم داعش يحاول استخدامهم في عملياته الإرهابية".
واكد قائيدي، أن "هناك أكثر من 400 ألف إيزيدي نازح من مناطق سنجار وبعشيقة يعانون أوضاعا سيئة في المخيمات فضلا عن إصابة العديد منهم بإصابات جسدية وأمراض نفسية".
وارتكب تنظيم داعش، عمليات قتل وتهجير واسر بحق الآلاف من ابناء المكون الايزيدي بعد اجتياحهم منطقة سنجار في 3 آب 2014.
من جهته، قال مدير مكتب تحرير الكرد الإيزيديين حسين كورو، خلال المؤتمر الصحفي، ان "3764 من الإيزيديين لا يزالون في قبضة تنظيم داعش، منهم 1914 امرأة، و1850 طفلاً ورجلاً"، موضحا أن "داعش يقوم بتدريب 1400 طفل في قواعد الرقة وتلعفر والموصل، من أجل ضمهم إلى التنظيم، إضافة إلى تلقينهم الأفكار المتطرفة، وكذلك تدريبهم على القيام بالأنشطة الإرهابية".
واعلن في تشرين الثاني 2015، استعادة السيطرة على قضاء سنجار، وطرد تنظيم داعش، الذي كان قد تسبب في تهجير الالاف من الإيزيديين من القضاء باتجاه جبل سنجار.
قلق على المستقبل
وقال الشيخ صبري، أحد رجال الدين الإيزيديين في سنجار، لوكالة "باسنيوز"، ان "استمرار العنف ضد الايزديين بعد مرور حوالي عامين على كارثة شنكال (سنجار) والأوضاع المأساوية التي يعيشونها سواء المخطوفون والاسرى في سجون داعش أو الذين يعيشون حياة النزوح والبؤس في المخيمات وعدم تحرك المجتمع الدولي تجاه هذه القضية يزداد قلقنا على مستقبلنا في العراق، خاصة وان اغلبية المناطق الايزيدية تقع في سهل نينوى المنطقة التي تعد الاكثر خطورة على الاقليات".
وأضاف الشيخ صبري، "نحن في القرن الحادي والعشرين والأقلية الايزيدية تعرضت لإبادة جماعية من قتل وذبح وتهجير وسبي النساء وبيعهن في اسواق النخاسة والرق في ظل صمت محلي ودولي مخجل وغير مفهوم على الاطلاق"، مطالبا "المجتمع الدولي بالوقوف على معاناة الاقلية الايزيدية المسالمة حيث مازالت هذه الاقلية الدينية تشعر بقلق شديد على مستقبلها".
واردف صبري، قائلا "نحن نعتقد بان الديانة الايزيدية تواجه خطرا كبيرا لا لشيء إلا لكوننا إيزيديين".
اصرار على التعايش السلمي
بدوره، قال اسماعيل بحري، أحد رجال الدين في سنجار، "ما زلنا نعيش صدمة جراء ما تعرضنا له من مصائب وويلات بسبب ديانتنا في الوقت الذي لم نؤذ فيه أحدا، لذا لا نعلم لماذا ارتكبت بحقنا كل هذه الجرائم"، مؤكدا على "اصرار الإيزيديين، رغم الكوارث التي تعرضوا لها، على التعايش السلمي والأخوة بين جميع الأديان والأطياف في العراق والمنطقة عامة".
وكانت الأمم المتحدة، قد اعترفت رسميا بارتكاب تنظيم داعش إبادة جماعية ضد الإيزيديين، واشارت الى ان التنظيم يسعى الى تدمير هذه "الجماعة الدينية"، داعية الى إنقاذ ما لا يقل عن 3200 امرأة وطفل من الإيزيديين.
وقال تقرير لمحققين مستقلين تابعين للأمم المتحدة صدر مؤخرا إن تنظيم داعش ارتكب جريمة الإبادة الجماعية ضد الإيزيديين في سوريا والعراق، مشيراً الى أن التنظيم سعى إلى تدمير الجماعة الدينية العرقية التي تضم 400 ألف شخص من خلال القتل والاستعباد الجنسي وجرائم أخرى.
وأضاف، أن الإبادة الجماعية للأيزديين مستمرة، داعياً الى إحالة القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.