مدارات

"التسوية التاريخية" تواجه مأزق تمريرها داخل التحالف الوطني

طريق الشعب
تواجه وثيقة التسوية التي أطلقها رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم، اعتراضات من داخل مكونات التحالف الوطني، فيما رفضتها عدة قوى سياسية، الأمر الذي قد يضع وثيقة التسوية الوطنية إلى جانب المبادرات السابقة التي لم تدخل حيز التنفيذ او الاتفاق.
ففي الوقت الذي تبرأت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري الذي يتزعمه السيد مقتدى الصدر من التحالف الوطني الحالي، مؤكدة أنها ليست جزءا منه، رفضت الكتلة التسوية السياسية التي قدمها رئيس التحالف السيد عمار الحكيم، ويعكس ذلك حجم الخلاف الكبير داخل التحالف الوطني الحالي وتصاعد حدة الصراعات بين مكوناته. في حين، أكد رئيس الكتلة البرلمانة لائتلاف الوطنية النائب كاظم الشمري، ان التسوية السياسية التي يروج لها التحالف الوطني ولدت ميتة كونها تعاملت مع الشعب العراقي على اساس مكونات وليس على اساس المواطنة. وأعلن رئيس التحالف الوطني (أكبر كتلة برلمانية) في العراق عمار الحكيم، تأييد إيران مبادرة “التسوية السياسية” الخاصة بإنهاء الأزمات السياسية لمرحلة ما بعد القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية “داعش”.
وبدأ الحكيم الذي يشرف على مبادرة التسوية، السبت الماضي زيارة إلى طهران على رأس وفد، التقى خلالها بالمرشد الأعلى على خامنئي، والرئيس حسن روحاني. وقبل ذلك بثلاثة أيام زار الحكيم الأردن وبحث هناك مبادرة التسوية مع الملك عبد الله الثاني.
رفض من داخل التحالف
وقال النائب عن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري مازن المازني في تصريح صحفي؛ إن "هناك بعض التواصل مع التحالف الوطني، كما هو الحال مع باقي الكتل، لافتا إلى أن كتلة الأحرار لم توافق على وثيقة التسوية".
وأضاف المازني أن "كتلة الاحرار لن تعترض على وثيقة التسوية في حال حازت الوثيقة إجماعا وطنيا".
المزاج الشعبي يتعامل مع القضايا الوطنية
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لائتلاف الوطنية النائب كاظم الشمري في تصريح صحفي، ان "من تبنى ورقة التسوية جعل المنطلق الاساس فيها التعامل مع الشعب العراقي على اساس مكونات، مما يجعلها تتقاطع بشكل جذري مع مبادئ وطروحات ائتلاف الوطنية بضرورة ان تكون اية خطوة لحل الخلافات مبنية على اساس المواطنة والانتماء إلى العراق الواحد الموحد"
ولفت الى ان "مبادئ الوطنية جعلت الاطراف الباقية المتبنية لفكرة التسوية تبتعد عن طرح افكارها علينا كونها على يقين برفضنا المسبق للمشاركة في جريمة كهذه بحق الشعب والوطن".
واضاف، "سبق وان حذرنا في مناسبات عدة، على ان التعامل مع القضية الوطنية على اساس المكونات تعني بكل بساطة ذبح الشعب العراقي ومستقبل البلد وترسيخ لفكرة التقسيم"، مشددا على "ضرورة تقوية صوت الانتماء وبناء دولة المواطنة بدل الذهاب الى تمزيق النسيج المجتمعي الى طوائف وقوميات، خاصة ان المزاج الشعبي يتفاعل بإيجابية مع القضايا الوطنية وليست المكوناتية".
واشار الشمري الى، ان "تسمية التسوية بالتاريخية، يجعلنا نتساءل عن الهدف من هذه التسمية؟ وهل ان التسوية ستحل خلافات عقائدية او دينية او مذهبية او قومية ام سياسية".
ومنذ نحو أسبوعين، تبنى التحالف الوطني الذي يقوده السيد عمار الحكيم، طرح مبادرة ضمن مشروع “التسوية السياسية” الهادف الى تصفير الأزمات الداخلية والخارجية، وتهيئة البلاد لمرحلة ما بعد طرد تنظيم “داعش” الإرهابي.
ولدت ميتة
من جانبه؛ قال المتحدث باسم المكتب السياسي لعصائب اهل الحق نعيم العبودي ان التسوية السياسية ولدت "ميتة" وأنها تعد "تكريسا للطائفية" بسبب توزيع الاوراق على طوائف مختلفة.
وقال العبودي في تصريح صحفي ان مشروع التسوية استبعد اي دور لفصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي على الرغم من اهميتها في البلاد، مبينا ان العراقيين ليسوا بحاجة الى تسوية تاريخية او رعاية دولية وانما الى مصالحة مجتمعية في مناطق احتلت من داعش وطهرت من قبل ابناء الحشد الشعبي.
واضاف: هناك عدة علامات استفهام كثيرة حول مشروع التسوية ومنها انه مع من تتم التسوية ومن الذين تشملهم وهل هم في الداخل ام الخارج، مشددا على انه يجب ان تكون هناك مقدمات ونقاط واضحة من اجل النجاح في مشروع التسوية ولا يتوقع للمشروع النجاح إذا استمر في النهج الذي يسير عليه الان.
المجلس الأعلى يرد
من جهته، كشف المتحدث الرسمي باسم المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الشيخ حميد معلة، ان مشروع التسوية الوطنية هو جزء من المصالحة المجتمعية، مشيراً الى ان تصريح رئيس الوزراء حول التسوية لا يفهم بانه رافض لها.
وقال المعلة في تصريح صحفي؛ ان ممثل رئيس الوزراء كان موجودا في الاجتماعات التي تمت مناقشة مشروع التسوية الوطنية وهو أحد اعضاء لجنة كتابة هذه الوثيقة.
يشار الى ان رئيس التحالف الوطني السيد عمار الحكيم أكد بان مشروع التسوية الوطنية يعد مدخلاً مهماً للحفاظ على وحدة العراق. وأن مشروع التسوية لا يشمل المجرمين الذي تلطخت أيديهم بدماء الشعب العراقي بل يشمل الشركاء في العملية السياسية وممثلي الشعب العراقي للدخول في مباحثات شاملة.