المنبرالحر

ثرواتنا المستقبلية وضرورة المحافظة عليها / نعمت الأغا

لقد جاءتنا الألفية الثالثة، بتطورات هائلة في المجالات العلمية والتكنولوجية، وهندسة الجينات، والتي مكنت مجتمعات كثيرة من كسر قيودها والتحرر من تخلفها، الى فضاءات التقدم ونور العلم، والعدالة وحقوق الانسان، وقفزت الى الانتاج وبناء الذات. إلا أن كثيرا من الدول النامية، قد بقيت اسيرة للتخلف والفقر، والتسلط وضعف المؤسسات، وهدر الحريات والأبتعاد عن حقوق الانسان، والتهميش وعراقنا المسكين من هذه الدول، التي خضعت للطائفية السياسية المقيتة، وللتأثيرات الأجنبية. وانعكس هذا بثقله كله على التعليم بصورة خاصة وعلى جميع جوانب حياة مجتمعنا وعلى نظم تنمية الموارد البشرية بشكل عام، فتطبيق نظام االحكم الطائفي، جعل آثار السياسة التسلطية تكبل عقول المواطنين بقيود ابعدتهم عن مصلحة الوطن والمواطنين. واصبحت الأنظمة الحقيقية لقدرات المجتمع صعبة التحريك وشبه مشلولة، واصبحنا لا نرى من عصر التطورات العلمية الهائلة، والتكنولوجيا المتسارعة سوى سلبيات هذا العصر، وضعف لدينا استثمار جوانبها الايجابية.
واضافة لكل ما عاناه شعبنا ووطننا العزيز من مآس وويلات متنوعة للعشر سنوات الماضية اطلت علينا عصابات داعش المجرمة واحتلت كبرى مدن العراق وقتلت وذبحت الرجال والنساء، وارعبت الأطفال وروعتهم واعتدت على حرمات النساء وحولتهن الى إماء وسبايا، وانتقلت الى سنجار ومثلت بهم وحرمتهم من الغذاء والماء والدواء وسارت في طريقها تجتاح المناطق واحدة بعد أخرى، والذي يهمنا، الأعداد الغفيرة بين هؤلاء السبايا من الأطفال واليافعين، من المرتبطين بمدارس ونظام امتحانات يقرر مستقبل حياتهم ويصدهم لخدمة وطنهم لأنهم ثروة الوطن الحقيقية.
مستقبلهم مبهم، فبعضهم أدوا الأمتحان في نصف دروسهم، ثم هربوا من سطوة الارهاب، او علقوا بين المحتلين، وهم لا يعرفون إن كانوا سيكملون امتحانات السنة الدراسية أم لا؟ هذا من ناحية أمل ومن الناحية الثانية فهم يجهلون مصيرهم، هل ينتظمون في الدوام؟ ام يكون هذا بعيد المنال عليهم في السنة القادمة؟
وقد تحدثت التقديرات قائلة ان اكثر من مليون ونصف المليون تلميذ وطالب يواجهون مصيرا مجهولا، اصواتهم واصوات ذويهم يتردد صداها في الاماكن التي استقروا بها بعد تهجيرهم، مليون ونصف مليون تلميذ.
واخيرا نقول ان مصلحة شعبنا ووطننا تدعو كل الخيرين لتشديد الحرب ضد داعش والتنظيمات الارهابية الأخرى، والعمل على ايقاف مسلسل الجرائم الوحشية، التي يذهب ضحيتها الاف من ابناء شعبنا بمكونات قومية ودينية ومذهبية اصيلة، ولهذا يقتضي الاسراع في حشد الطاقات، من اجل الاسراع في تشكيل حكومة وطنية واسعة وجامعة تحشد جميع الطاقات والقدرات الوطنية ضد الارهاب، وتشرع في معالجة الأزمات والمشاكل التي تواجه وطننا وشعبنا.