- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الخميس, 13 آب/أغسطس 2015 14:23

يقال ان الفنان هو ضمير الشعب ومرآته ويقال انه الصوت العالي، والرسالة الانسانية التنويرية قبل ان يكون فنهُ مصدرا للمعيشة وكسب الرزق. ان ما شهدناه في تظاهرات اهالي بغداد بآلافهم في ساحة التحرير كان مطمحا لكل الناس الواعية لحقيقة ما يجري والمدركة لخطورة الوضع، بأن تتعالى اصوات الاحرار ضد الفاسدين، وهو الامل الذي جدد نفسه للمتشائمين بأن حقيقة التغيير موجودة ولا تحتاج الى تحليل وتعقيد للامور ولكن تحتاج الى الاحساس بالمسؤولية تجاه المصير المشترك لابناء الشعب الواحد وهم يواجهون المر جراء سياسة الحكومات المحاصصاتية الجارية. ويضاف الى وجود عدد كبير من الشابات والشباب ومن مختلف الاعمار وجود واضح هذه المرة لفناني العراق بمختلف اختصاصاتهم تحت خيمة جواد سليم (نصب الحرية) ليوجهوا رسالة واضحة ومنحازة الى الفقراء والكادحين في زمن شراء الذمم والسكوت عن الحق والولاءات الضيقة. وهذا يدل على ان عمق الازمة التي يمر بها بلدنا اخذت تضرب على العظم لتوجع سكوتنا وتذمرنا الذي طال بلا تغيير يذكر، ان وجود الوجوه الفنية والثقافية مع جمهورهم وناسهم يدلل على اهمية ايصال الرسالة الى باقي الناس التي لم تخرج او التي لا يزال الاحباط يرافقها، وليعلموا ان كوة الامل التي نتشبث بها ?عطتنا درسا فعليا لحقيقة التغيير وامكانية ان تكبر الوقائع التي لا يحسب لها المتنفذون حسابا، وهي ثورة الناس على الظلم والاستهانة بمقدرات البلاد وحقوق الفقراء والمعدمين، وفي نفس الوقت هي رسالة الى باقي الفنانين الذين لم تسعفهم الظروف او الوضع العام في ان يكونوا في ساحة التحرير او في محافظاتهم.
ففي الحقيقة ان الفنانين العراقيين لا يقلون وعيا وتجربة بالاحداث السياسية عن باقي زملائهم في الوطن العربي الا ان ظروفنا الاستثنائية قد اثرت فعليا عليهم ولهذا نتمنى ان نراهم وهم يأخذون دورهم الاكبر في الايام القادمة، ومع الوجوه الشعبية الرياضية ومن باقي المجالات ايضا وان نراها وسط جماهيرها لتكون صورة معبرة يشار لها بالفخر، فلنا ايضا تجاربنا الاحتجاجية التي يمكن ان تكون مضرب مثل للآخرين.