فضاءات

امل طه على قيد الامل / تضامن عبدالمحسن

اقلقتني شائعة وفاة الفنانة المنسية في اروقة دار المسنين في منطقة الشماعية، الفنانة المحبوبة التي طالما اضحكتنا وابكتنا (امل طه).
(امل) التي ارتبط اسمها بمنظر صينية (الزلابية)، لأنها اكلت الكثير منها في مسرحية (الخيط والعصفور)، وبأدوار كوميدية كثيرة، الا انها منذ اكثر من سنتين تعاني آثار الجلطة الدماغية، وقامت لجنة المرأة في وزارة الثقافة بزيارتها مراراً مع تقديم الدعم المادي الذي تسمح به صلاحيات اللجنة وميزانيتها، وفي كل مرة كانت تطالبنا بلهفة بأن نكون عونا لها لتسهيل علاجها خارج البلد.
وآخر مرة تعرضت فيها امل طه لجلطة دماغية، كانت في فترة الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وقد زارها وفد ارسله رئيس الوزراء السابق وقد تكفلوا بعلاجها داخل العراق ووعدوا باكماله خارج العراق، وانها ستكون خلال يومين.. (يومين!!) في احدى الدول لعلاجها، مع تأكيد بأنها لن تعود الا وهي معافاة. ومن يومها تناشد امل طه رئيس الوزراء ان يبر بوعده، ولكن الانتخابات انتهت و بقيت امل في مكانها، ولم تر ابعد من حديقة دار المسنين.
اليوم مرة اخرى تتسارع الاخبار عن رقود امل طه في مستشفى الكندي اثر اصابة كليتيها بالعجز، لتنتهي الاخبار بوفاتها، فتشتعل صفحات الفيسبوك والمواقع الالكترونية ناشرة الخبر، ودموع محبيها تنهمر واقلامهم تستنكر الإهمال الحكومي في علاجها.
سارعتُ الى الهاتف واتصلت بها لأتأكد من صحة الخبر، جاءني صوتها المتعب «هلو حبيبتي.. آني حزينة لأن اكو اشاعة بوفاتي، شوكت اخلص من هاي الاشاعة، تضامن حبيبتي انتظر زيارتكم..). حزنت جدا لأننا قساة معها، فبالرغم من اننا ننساها بعيدة ومعزولة فإننا ننشر خبر وفاتها بكل وقاحة، لنذكرها بموتها في كل دقيقة.
امل طه تتوسل فينا انسانيتنا ان نوقف هدير اشاعات موتها.
ليتنا بعثنا اليها وردة واحدة او رسالة محبة على هاتفها لنذكّرها بالحياة وبحبنا لها، ولا نكون نحن والحكومة على مصيبتها وفي مرضها.
ابعث اليها محبتي، وأؤكد لها زيارتي قريباً مع صديقاتي وفريق اعلامي لنكذب الخبر ولنطبع قبلة على جبينها، ولنقول لها أن «لا حياة بلا (أمل)».