فضاءات

القيثارة تبوح بأنغامها في لاهاي / مجيد إبراهيم خليل

أقام اتحاد الجمعيات الديمقراطية العراقية في هولندا أمسية ثقافية في لاهاي يوم السبت 6/12/2014، استضاف فيها الشاعرة والكاتبة بلقيس حميد حسن، وروايتها التي صدرت أخيرا طبعتها الثانية، والمعنونة "هروب الموناليزا، بوح قيثارة" ، وحلّ ضيفا كذلك، الأستاذ جاسم المطير ليقدم قراءته لهذا العمل. وبحضور طيف واسع من الجالية العراقية.
قدّم الأستاذ أحمد الشيخ أحمد ربيعة الكاتبة الى الجمهور، معرّفا بها وبمنجزها الأدبي، منوّها الى عملها الأخير، فقد عرفت بلقيس كشاعرة، وبعملها هذا انتقلت من عالم الشعر الى عالم القص، ولكل فن خصائصه، فالشاعر يهتم باللحظة أما الرواية فتهتم بالتفاصيل، وتكمن قدرة المبدع في تحويل الشخصي الى عام من خلال استخدام السيرة الذاتية. وفي روايتها تحولت ثنائية المرأة والرجل الى متلازمة المرأة والعذاب. وبعد التقديم جاء دور الأستاذ جاسم ليقدم قراءته للرواية.
ذكّر المطير الحضور الكريم بأقوال مختلفة، قيلت عن الحرية، وعند قراءته للرواية، انسابت فكرة الحرية أمامه عبر هذه الأقوال في قالب روائي. رأى المطير أن الرواية حملت طاقة إبداعية سردية، مزجت بين واقعية المفردة الجنسية-الغزلية مع المفردة السياسية-الإعلامية، وقد وجد نفسه بعد قراءة الرواية، مراقبا ومتابعا كفاح امرأة جنوبية من من أجل الحرية. قيّم المطير سعي بلقيس لتوكيد مكانتها الإبداعية الخاصة، وأشار الى أن الأزمة الرئيسية في هروب الموناليزا هي في نظرة السلطة الحاكمة للمرأة، والذي يعرضها لأنواع من سطوة الرجل عليها.
من الحضور الكريم شارك الأستاذان: علي شايع ومحمود عثمان بإبداء الرأي في الرواية، رأى شايع أن الرواية منجز جميل، وأشاد بلغتها، واعتبرها عملا ناجحا، وتمثل إنجازا إبداعيا في مسيرتها الأدبية. أما عثمان فقد أشار الى جرأة الكاتبة، فهي تقتحم المحرمات بسبب الدين أو القضايا الجنسية، واعتبر الرواية منجزا تخطى المألوف، وتحدثت عن واقع طالما نخفيه.
أضفت النقاشات والأسئلة التي طرحها الحضور الكريم أجواء من الحيوية، عقبت بلقيس بعدها بالقول أنها ذكرت في روايتها شخصيات واقعية حقيقية. وأوضحت أنها أرادت أن تكتب شيئا خاصا بها فيما يخص السيرة الذاتية، وقد أهدت عملها الى الرفيقة الشيوعية، الشهيدة موناليزا، إكراما لها، وقدكانت الشهيدة مسؤولتها في رابطة المرأة العراقية، وتعلمت منها الكثير.