شهدت إحدى صالات نادي (شانوندوا العائلي) في ضواحي مدينة ديترويت، الشهر الماضي حفل توقيع كتاب (الكلدان في ديترويت) باللغة الأنكليزية لمؤلفه السيد جيكوب بقال، والذي حضرته نخبة كبيرة من بنات وأبناء الجالية وممثلي الجمعيات ووسائل الإعلام المحلية.

وقد بدأ الحفل بكلمة ألقاها السيد (مارتن منّا - رئيس غرفة التجارة الكلدانية الأمريكية) تطرق فيها إلى أهمية هذا الكتاب، كونه يؤرخ لجيل وضع أولى خطواته في هذه المدينة منذ أكثر من ١٠٠ عام، وعن أهميته للجيل الجديد التواق لمعرفة المزيد عن تاريخ آبائه وأجداده، ليس في بلاد المهجر فقط بل وفي الوطن الأم أيضا.

أعتلى المنصة بعد ذلك مايك صرافا مدير إدارة بنك مشيكان، الذي أثنى بدوره على الجهود الكبيرة التي بذلها المؤلف والوقت والمال الذي تحمله بغية إخراج شيء يليق بتاريخ الجالية وواقعها، وكونه يأتي في وقت تخلو المكتبات من مطبوع يتحدث بهذه التفصيلات عن الجالية.

بعد ذلك رحب جيكوب بقال بالحضور و شكر كل من سـاعده على إتمام هذا المشروع وبالأخص ابنته، وأثنى على عوائل الجالية الكرام الذين فتحوا خزائن ذكرياتهم وأمدوه بالمعلومات والصور التي كوّنت مادة الكتاب لاحقا.

وعن قصـة هذا الكتاب قال المؤلف: كانت الصدفة وحدها التي أهدتني قبل حوالي عامين لهذا الإنجاز. فقد كنت في زيارة الى مكتبة (بارنز آند نوبيل) فعثرت على كتابين، أحدهما عن الجالية البولونية والآخر عن الجالية المالطية في ديترويت. وقضيت تلك الليلة في قراءتهما، وفي الصباح اتصلت بدار النشر المسؤولة عن هذه الموسوعة المعرفية من الكتب، ومضت الأيام بسرعة، وها أنا ذا أقف أمامكم حاملا كتاب ( صور من أمريكا - الكلدان في ديترويت)! وبالحقيقة انها فرحة كبيرة لي ولعائلتي ولكل من ساعدني بهذه الولادة السعيدة.

واستطرد قائلاً: لسـت كاتبا ولا مؤلفا ولا ناشرا، الا ان هذا العمل جاء ليروي لكل الناس قصّة النجاح والعمل والكفاح الذي سطرته سواعد بنات وأبناء الجالية الكلدانية الكرام في ديترويت طوال عقود من الزمن، متحّدين تلك العقليات المتخلفة والاقصائية التي طغت على أدمغة حكام العراق، الذين صاروا ضحايا للعقلية المتخلفة والعنصرية الضيقة في التمييز بين ابناء الوطن الواحد، وحرموا هذا المكون الفرص الحقيقية للمشاركة في بناء وإعلاء شأن الوطن الغالي، وطنهم الأصلي! كما جاء لدعم الجمعية التي تبنت عائلة لاجئة عراقية، كمساهمة في هذا المشروع الإنساني والوطني الهام. فرقة الإذاعة الكلدانية المؤلفة من (ساهر يلدو، فوزي دلّي و شوقي قونجا) أضفت بألحانها على حفل التوقيع رونقاً وجمالا. الجدير بالذكر أن الكتاب يقع في ١٢٨ صفحة، من القطع المتوسط، ويتضمن 9 فصول هي التعريف بالكلدان، اللغة والديانة، القدوم الى أمريكا، ديترويت مدينة السيارات، العادات الجديدة، الحياة الاجتماعية، الأعمال والإعلام، المنظمات والأندية وأخيراً الكلدان الجدد في الولايات المتحدة.

وجيكوب بقال فهو من مواليد مدينة تلكيف / محافظة نينوى عام ١٩٥٥، أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في مدارس العراق، وتابع دراسته للهندسة التكنلوجية في بريطانيا. متزوج من السيدة حمام بشـّي، ولهما ولدان وبنتان و٥ أحفاد. ومن هواياته المفضلة القراءة ومتابعة الأخبار والمشاركة في جميع النشاطات، وخاصة في حقول مساعدة اللاجئين العراقيين.