يوم الخميس الساعة الثانية بعد منتصف الليل اختطفت يد المنون الخالة المناضلة ( زكية الزهيري)

وداعا ايتها الام الرؤم ، وداعا ايتها الام المناضلة زكية الزهيري ؛ بيتك المفتوح دوما للضيوف لعابر الطريق للجائع والمعَّوز ، ذكراك ينضح الطيب على كل لسان ... حروفي تعجز عن وصف اخلاقك ومواقفك ، هنيئا لك مشوار الحياة الذي امتلاءَ بطيبكِ، فمن المشرح الى بغداد كان بيتك مأوى للمناضلين في العهد الملكي والعهود الدكتاتورية ، فمن بيتك كان التحضير لانتفاضة معسكر الرشيد كم احتضن بيتك انتفاضة الثوريين بقيادة الضابط الثائر سليم الفخري ؛ وفي بيتك المتواضع استشهد النائب الضابط الشجاع كريم عزيز القائد الفعلي للانتفاضة فهدم البيت واستبيح ما فيه من اثاث بسيط ،وساقكم الاوباش الى السجون ، زوجك المناضل نعمه الزهيري الى المعتقل بعد تعذيب قاسي وانتم نلتم ما ناله قساوة الفاشست وارسلوكم الى سجن النساء انت وابنتك الشابة المناضلة ماجدةوحتى الاطفال لم ينجون من التوقيف ... ام عبادي العزيزة يا شمعة اضاءت الدرب ، لم يثنكِ الجوع والحرمان وشضف العيش بل زاد من اصراك على المضي ، تعلمنا منك الصبر والاقدام ...