- التفاصيل
-
نشر بتاريخ الأربعاء, 12 آب/أغسطس 2015 21:50

نشرت مجلة "نيو ساينتست" (العالِم الجديد) في ركن الأخبار اليومية الصادر بتاريخ 21 تموز 2015 مقالا تحت العنوان المدون أعلاه. تتصدره صورة فوتوغرافية لِرَجل وهو يجذف بلما في أحد الأهوار كُتبت تحتها العبارة التالية: الأهوار الاسطورية في جنوب العراق تجفّ.(تصوير ثائر السوداني- رويترز).
ان حدائق جنّات عدن تجفّ في هذا الصيف. انخفضت مناسيب المياه في الأهوار الاسطورية في جنوب العراق في وادي الرافدين الى أوطأ مستوياتها منذ اقدام صدام حسين على تجفيفها كثيرا في تسعينات القرن الماضي لغرض تجويع سكانها. ويكمن السبب في كون الفرات، أحد النهرين الذين يجريان في الأهوار، كأنّ جريانه يتقطّر. ان انخفاض مناسيب المياه الشديد أدّى الى اندلاع أزمة. "انها مأساة" حسب تصريح للسيد حسن جنابي، دبلوماسي المياه الرئيسي العراقي، الذي أضاف قائلا " انها حدثت بصورة غير متوقعة ولأن جهدنا كان مُرَكزا على دحر الارهاب. انها حلّت ومَرّت دون أن يلاحظها أحد". ففي الاسبوع الماضي انخفضت مناسيب المياه في أهوار مدينة الجبايش الى نصف مستواها المعتاد في مثل هذا الموسم وذلك حسب تصريح للسيد جاسم الأسدي من المنظمة غير الحكومية المعنية بالبيئة، العراق-الطبيعة. وأضاف قائلا" ان كمية المياه من الفرات التي تصبّ في الأهوار أقل من عُشر الكمية المطلوبة". علما بأن كمية هبوط الأمطار كانت شبه طبيعية. وأما السيدة سوزان علوش، الخبيرة في بيئة المستنقعات بكلية ماونت سان أنتونيو في مدينة وولنت بجامعة كاليفورنيا، والتي لها المام جيد بالأهوار، قالت "تضاعفت الملوحة لذا لا تستطيع الجواميس شرب مياه الأهوار وبات موت الأسماك أمرا اعتياديا.
لعبة اللوم
وفي حزيران القت لجنة الزراعة والمياه التابعة للبرلمان العراقي باللوم في الأزمة على تركيا، حيث انشاء السداد للمحطات الكهرومائية التي تعيق الجريان في المناسيب المرتفعة. واتهمت تركيا بنقض اتفاقية تنص على جريان كمية من المياه مقدارها 500 متر مكعب في الثانية في الفرات عند عبوره الحدود التركية. ولكن رئيس ادارة مشاريع المياه التركية لم يستجيب لأسئلة عن هذا الموضوع. ولكن مجلة "نيو ساينتست" اُبلغت بأن الجريان تم معاودته في الأيام الأخيرة القليلة. ان اعضاء البرلمان العراقي يلومون، أيضا، "داعش" التي استولت على سدة الرمادي على النهر في شهر مايس. ويقال بان المنظمة قطعت المياه عن المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في أسفل النهر، بما فيها الأهوار، وذلك باستخدام السدة لتحويل المياه الى بحيرة الحبانية القريبة التي اُنشأت لغرض خزن مياه موسم الأمطار لتفادي الفيضانات. وبالإضافة الى ذلك، ان "داعش" على وشك الاستيلاء على سدة الحديثة في أعلى النهر، الأمر الذي يمكنها السيطرة التامة على الفرات في العراق. ولكن المسؤول الثالث لربما هو الحكومة العراقية، التي تودّ استغلال مياه النهر لكسب القلوب والأدمغة في حربها النفسية لوقف زحف "داعش". يقول السيد عزام علوش، رئيس منظمة العراق- الطبيعة، بأن ثلاثة أرباع كمية المياه التي تجري الى مشارف الأهوار بالقرب من مدينة النجف تم تحريفها حديثا لإرواء حقول مزارعي الرز، الذين يساندون الحكومة. وأضاف بالقول: من أجل حماية الأهوار "تنص السياسة الحكومية المعلنة عدم السماح لزراعة الرز في الأعوام الضئيلة المياه". في تسعينات القرن الماضي أنشأ صدام حسين مشاريعا هندسية ضخمة لتحويل مياه دجلة والفرات عن الأهوار التي سبق وأن بلغت مساحتها أكثر من 10000كيلومتر مربع من جنوب العراق، وذلك لتهجير الثوار الساكنين هناك. وعقب سقوطه، عاد عزام علوش من المنفى في أمريكا وقضى أكثر من عقد من الزمن في تخطيط مشروع لإعادة المياه الى الأهوار وكذلك اقناع الحكومة العراقية لأنشاء منتزه وطني هناك. ولكن أحداث الآونة الأخيرة غيّرت مسار خطته الى الوراء. اذ أن أكثر من نصف مساحة المنطقة بمثابة أرض مجففة تارة اخرى.
اعداد وترجمة محمد توفيق علي
لندن
https://www.newscientist.com/article/dn27926-garden-of-eden-dries-as-isis-turkey-and-iraq-fight-over-water/