من الحزب

الشيوعي العراقي: المصالحة الوطنية باتت ضرورة ماسة لحياة العراقيين

 طريق الشعب
رأى الحزب الشيوعي العراقي أن المصالحة الوطنية باتت ضرورة ماسة لحياة العراقيين إذا أردنا بناء عراق ديمقراطي مدني تعددي.
يأتي هذا إلى جانب حراك من قبل الرئاسات الثلاث لتفعيل ملف المصالحة وتذليل العقبات أمام مصالحة شاملة، إذ دعا رئيس البرلمان سليم الجبوري، أمس السبت، الى إجراء مصالحة "شاملة وجادة" من أجل الخروج من "عنق الزجاجة" في العراق وتجاوز مرحلة الثقة "المتزعزعة"، محذراً من الحلول "الترقيعية" والمستوردة. فيما اعتبر نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، أن التأخر في انجاز ملف المصالحة الوطنية يطيل أمد الحرب مع "الإرهاب"، فيما أكد أن النصر العسكري على تنظيم "داعش" مرتبط بتحقيق تقدم سياسي. في حين، قررت رئاسات الجمهورية والوزراء و?جلس النواب، تشكيل لجنة للاشراف على الخطوات العملية لتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وإعداد ورقة بتوصياتها، فيما اكدت على ضرورة مواصلة تطوير جهد الدولة العسكري والأمني والاستخباري وتدريب وتسليح مقاتلي المناطق المحتلة.
الأساس الصحيح
وقال نائب السكرتير العام للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي في تصريح أوردته صحيفة "الشرق الأوسط" واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "أهم ما يشجع على المضي في مصالحة حقيقية هو إنجاز القوانين المتعلقة بالمرحلة الانتقالية، مثل المساءلة والعدالة وغيرها لأن التباطؤ في تنفيذ هذه القوانين من شأنه أن يعطي رسالة للطرف الآخر بعدم وجود جدية على صعيد المصالحة والسلم الأهلي".
وأضاف فهمي أن "الأساس الصحيح للمصالحة الوطنية هو تحقيق قدر عالٍ من التوافق بين المختلفين، لأن المصالحة لا يمكن أن تتحقق من طرف واحد"مشددًا على"«ضرورة أن يكون هناك انفتاح على الجميع من دون استثناء وتحويل الملفات الخاصة بالمساءلة والعدالة إلى قضائية بدلاً من وضعها الحالي التي هي ملفات سياسية".
مصالحة جادة
من جهته، قال رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في تصريح صحفي، إن "الوقت حان لنتكاشف ونتصارح ونقبل بالتنازلات والشروع بخارطة طريق للخروج من عنق الزجاجة"، مؤكداً على "أهمية إجراء مصالحة شاملة وجادة".
وحذر الجبوري من "الحلول الترقيعية"، لافتا الى "ضرورة تجاوز مرحلة الثقة المتزعزعة".
وأضاف الجبوري، أن "الحلول المستوردة الجاهزة، تأتي ضيقة على مقاساتنا، وتحمل مكاييل متعددة"، محذراً من أن "البلد يشهد طروحات غريبة على ثقافتنا، وتتحدث عن التقسيم".
وتابع، أن "مستقبلنا على المحك، وهذا ما يدعونا إليه الواجب للحفاظ عليه، وعلى مكتسبات التغيير".
المصالحة نصر
إلى ذلك، قال مكتب نائب رئيس الجمهورية في بيان صدر على هامش لقاء أياد علاوي السفير الأمريكي في العراق ستيوارت جونز، وتلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "اللقاء شهد بحث مجمل الأوضاع السياسية والعسكرية في العراق، وعلى رأسها موضوع المصالحة الوطنية والصعوبات التي تعترض طريقه".
ونقل المكتب عن علاوي قوله، إن "التأخر في انجاز ملف المصالحة يطيل أمد الحرب مع الإرهاب"، مؤكدا على أن "النصر العسكري على تنظيم داعش الإرهابي وأعداء العملية السياسية مرتبط بتحقيق تقدم سياسي في ميدان الخروج من نفق الطائفية السياسية وتحقيق المصالحة الناجزة والشاملة".
وتابع أن "اللقاء جرى فيه الحديث عن ضرورة اعتماد المواقف التي تتعلق بتعزيز قدرات العراق وتعزيزها ضد داعش".
تشكيل لجنة
من جهتها، قالت رئاسة الجمهورية في بيان نشر على موقعها واطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الرئاسات الثلاث اجتمعت، (مساء يوم الاربعاء الماضي)، بحضور رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري ورئيس مجلس القضاء الأعلى مدحت المحمود ونواب رئيس الجمهورية نوري المالكي واياد علاوي واسامة النجيفي ونائبا رئيس الوزراء بهاء الاعرجي وصالح المطلك ونواب رئيس مجلس النواب همام حمودي وآرام شيخ محمد".
واضافت أنه "جرى خلال الإجتماع إستعراض شامل لمجمل التطورات السياسية والامنية، كما بحثت خطط الحكومة لأعادة الاستقرار والتقدم في البلاد عبر دحر تنظيم داعش الارهابي واعادة النازحين الى ديارهم الاصلية واعمار العراق ككل بموازاة انجاز المصالحة الوطنية الفعلية والقريبة والشاملة وحماية وتطوير النظام الاتحادي الديمقراطي القائم على المبادئ الوطنية والشرعية الدستورية".
واكدت ان "الرئاسات شددت على ضرورة تعزيز هذه الانتصارات واستنادها الى وحدة الموقف السياسي والخطاب الاعلامي والعمل المشترك، مع التشديد على ضرورة مواصلة تطوير جهد الدولة العسكري والأمني والاستخباري وتسريع تأطير وتدريب وتسليح مقاتلي المناطق المحتلة وخاصة من ابناء محافظات الانبار وصلاح الدين ونينوى".
وتابعت أن "الرئاسات الثلاث قررت تشكيل لجنة للاشراف على الخطوات العملية لتحقيق المصالحة وإعداد ورقة بتوصياتها لتقديمها الى الإجتماع القادم"، مبينة ان "الإجتماع سادته الصراحة التامة والتفاعل البناء في بلورة الآراء، وتم الإتفاق على عقد اجتماع قريب لمتابعة ما إتفق عليه واستكمال مناقشة القضايا الملحة".