مدارات

المكسيك .. ملتقى "الاحزاب والمجتمع الجديد" العالمي ينهي أعماله

رشيد غويلب
بمشاركة 140 حزبا ومنظمة يسارية، يمثلون 40 بلدا، مثلهم 436 مندوبا، اضافة الى 300 مندوب آخرين مثلوا البلد المضيف، التأمت في الفترة من 12 - 14 اذار الحالي، في العاصمة المكسيكية جلسات عمل الدورة السنوية التاسعة عشرة لملتقى الاحزاب اليسارية العالمي، الذي تستضيفه العاصمة المكسيكية، وينظمه حزب العمل المكسيكي. والذي اتخذ من شعار دورته السابقة"الاحزاب والمجتمع الجديد" اسما له.
والى جانب قوى اليسار في امريكا اللاتينية، شارك في اعمال المؤتمر احزاب شيوعية ويسارية من اوربا ومناطق اخرى من العالم منها: حزب اليسار الأوربي، الحزب الشيوعي الفرنسي، ، الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية، وحزبا اليسار والشيوعي الألماني، جمعية اليسار الماركسي. لاول مرة شارك في اعمال الملتقى الحزب الشيوعي الأسترالي، وكذلك حركة اليسار الأخضر من ايسلندا.، وبهذا تكون قارات العالم الخمس ممثلة في الملتقى. وكانت العديد من البلدان الآسيوية ممثلة بوفود كبيرة في الملتقى مثل الصين، فيتنام، وكوريا الشمالية، فضلا عن تمثيل العديد من البلدان التي تحكمها احزاب شيوعية، او تحالفات يسارية بسفرائها في المكسيك. وهذا يؤشر سعة علاقات الحزب المضيف والانفتاح والتنوع الفكري والسياسي، الذي تمتاز به اعمال الفعالية.
وناقش المنتدى ثلاثة محاور رئيسية، وزعت على ايام الملتقى الثلاث وهي:
1- الهجوم المضاد للامبريالية ضد الحكومات والمشاريع الوطنية البديلة - الانقلاب من طراز جديد.
2- تعزيز دور الحكومات والمشاريع الوطنية البديلة، والدفاع عنها ضد العدوان الأمبريالي
3- قضايا التنمية الاقتصادية: أزمة أحادية القطب. التحديات المرتبطة بتشكل عالم جديد متعدد الأقطاب - عمليات السلام في العالم.
وقدمت في الملتقى 100 مساهمة تناولت المحاور المختلفة، ولتزايد سعة المشاركة، يجري التفكير بالعمل باسلوب ورش العمل المعمول به في منتدى ساو باولو العالمي. وتضمنت المساهمات تقارير عن الاوضاع السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في البلدان المساهمة في الملتقى، وعمل المنظمات التي تمثلها.
آمال في اليونان وتضامن مع فنزويلا
وخلال مناقشات المحاور الثلاث، اشار المساهمون الى حدثين هامين بالنسبة لقوى اليسارفي العالم وهما: الآمال المعقودة على حكومة اليسار في اليونان، وانعكاس الانتصار التاريخي لحزب اليسار اليوناني على عمل القوى الثورية في امريكا اللاتينية. والنشاط المعادي للولايات المتحدة وحلفائها ضد حكومة اليسار المنتخبة في فنزويلا، والتي تصاعدت غداة افتتاح اعمال المتقى. وعبر المنسق الوطني لحزب العمل المضيف ألبرتو غوتيريز أنايا عن التضامن الواسع للمشاركين مع الحكومة الفنزويلية بزعامة نيكولاس مادورو.وفي نفس الاتجاه جاءت كلمة الرئيس الهنداروسي مانويل زيلايا، الذي تمت ازاحته بانقلاب: " اليوم اقول للرئيس اوباما، ان امريكا اللاتينية ليست الشرق الاوسط، ونحن لسنا في البلاد العربية، التي استطعتم ان تشقوا صفوفها. ونحن لسنا في العراق وأفانستان، فلن تستطيعوا غزو بلادنا، وعليكم ان تحترموا سيادتنا".
المكسيك - قمع وإفلات من العقاب
وكان الوضع الراهن في المكسيك، الذي تميز بركود اقتصادي، وارتفاع معدلات الجريمة، وتدهور ظروف حياة العاملين المعيشية . واكد ممثلو قوى اليسار المكسيكي ، ان بلادهم تعاني من تدهور اجتماعي، وازمة ثقة بالحكومة اليمينية، الا ان قوى اليسار لم تنجح لحد الآن في تحقيق وحدتها، وطرح بديلها القادر على تغيير موازين القوى. ولعل انتخابات العديد من برلمانات ولايات البلاد، في السابع من حزيران المقبل، تشكل فرصة امام قوى اليسار لتحقيق وحدتها كتيار معارض قادر على تأكيد حضوره السياسي. ومثلت كلمة المتحدث باسم عوائل الطلبة الـ 43 ، اللذين تم اختطافهم وقتلهم، لحظة حماسة، وتضامن كبيرين: " سوف لن نسمح ببقاء هؤلاء المجرمين بدون عقاب". والى جانب المحاور التي تناقش توفر الفعالية فرصة للقاءات الثنائية بين الوفود المشاركة ولتنسيق اعمالها المشتركة، وخصوصا احزاب ومنظمات البلدان المتجاورة. وتكرر في هذه الدورة لقاء شبيبة احزاب يسارية في امريكا اللاتينية بشكل منفصل. وصدر عن الملتقى 22 قرارا سياسيا، بضمنها قرار للتضامن مع فنزويلا وكوبا، وآخر لدعم حكومة الأرجنتين في صراعها مع المؤسسات المالية الأمريكية. وفي الختام تم الاتفاق على جدول اعمال وموعد انعقاد الدورة العشرين من الملتقى في 10 - 12 آذار 2016.