مدارات

العراق ينأى بنفسه عن حرب اليمن ويدعو إلى "الحل السلمي"

طريق الشعب
تباينت آراء القوى السياسية بشأن الأحداث التي تجري في اليمن، ففي الوقت الذي رفضت بعض القوى السياسية التدخل العسكري في ذلك البلد، رحبت أخرى بعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية.
إلاّ أن الموقف الرسمي العراقي، اختار أن ينأى بنفسه عن المشاركة أو التأييد للعمليات العسكرية التي تجري في اليمن، داعياً إلى حل سياسي ينهي الصراع الدائر بين الحوثيين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
موقف العراق الرسمي:
وأكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس الاحد، أن الاوضاع في اليمن ستكون اسوء مع استمرار استخدام القوة، فيما اشار الى أن موقف العراق من العلاقات مع دول الخليج لن يتضرر بسبب ما يحدث في اليمن.
وقال معصوم في مؤتمر صحافي عقده في مدينة شرم الشيخ قبيل مغادرته مصر، إن "ما يجري في اليمن غير جيد"، مبيناً أن "الحل السياسي هو الافضل".
واضاف أن "الاوضاع ستكون اسوء مع استمرار استخدام القوة"، مشيرا الى "اننا في العراق جربنا هذا الشيء وكانت النتائج غير جيدة".
وتابع أن "موقف العراق من العلاقات مع الخليج لن يتضرر بسبب ما يحدث في اليمن"، موضحا "هم لهم سياستهم ومصالحهم ونحن لنا سياستنا ومصالحنا".
النجيفي يؤيد عاصفة الحزم:
في حين، أبدى ائتلاف متحدون بزعامة نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، تأييده للتحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين في اليمن، وفيما وصف التحالف بأنه "صحوة عربية تعيد الى الأذهان اتفاقيات الدفاع العربي المشترك"، دعا الى التفاهم والحوار لـ"تجنيب المواطن اليمني ويلات القتال".
وقال رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح أسامة النجيفي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه "أننا مع الشرعية سواء أكانت في اليمن أم في أية بقعة أخرى"، مشيراً إلى "أننا ننظر بقلق وحذر الى ما قام به الحوثيون ومن تعاون معهم في اعتماد القوة والسيطرة بصيغ تخالف كل الاتفاقات السابقة التي اعتمدت في تسوية الخلافات في اليمن".
ووصف النجيفي، التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية "بأنه نوع من صحوة عربية تعيد الى الأذهان اتفاقيات الدفاع العربي المشترك الموقع عليها من قبل الدول العربية عبر الجامعة العربية".
ودعا النجيفي الى "التفاهم والحوار لتجنيب المواطن اليمني ويلات القتال"، مطالباً "بتغليب المصلحة الوطنية على بقية المصالح وقيام الحوثيين بالانسحاب وتسليم الأسلحة والعودة الى الاتفاقية التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض التي رسمت آلية انتقال السلطة ومستحقات المرحلة التي تلتها".
وأكد النجيفي أن "انتصار التحالف العربي الجديد في معركة اليمن يعزز الثقة بانتصار عربي مماثل على تنظيم (داعش) الإرهابي في العراق"، مشدداً على أن "التحديات التي تواجه العرب تستوجب وقفات مشتركة ضد اعدائهم".
الحكيم يحذر:
كما حذر رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم، أمس الأحد، من "تداعيات خطيرة" للتدخل العسكري في اليمن لصالح "طرف سياسي على حساب أخر"، وفيما دعا إلى اتخاذ "منهج الحوار والمعالجات السياسية بعيدا عن الصراعات" التي لا تخدم مصلحة المنطقة بصورة عامة، طالب الدول المتجاورة والمتشاطئة بـ"احترام بعضها البعض".
وقال عمار الحكيم في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، "إننا إذ نحذر من تداعيات خطيرة للتدخل العسكري في اليمن، فإننا ندعو إلى الحوار والمعالجات السياسية".
وأكد الحكيم، أن "المشكلة في اليمن سياسية ولا يمكن التدخل لطرفٍ على حساب الطرف الآخر وحل جميع المشاكل والخلافات بعيدا عن الصراعات التي لا تخدم مصلحة المنطقة بصورة عامة"، مشددا على ضرورة "احترام الدول المتجاورة والمتشاطئة لبعضها البعض".
القوى السياسية "الحاكمة" تلتقي
واجتمع القادة والزعماء ورؤساء الاحزاب والكتل السياسية الحاكمة، في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لبحث تطورات الاحداث الامنية والسياسية في العراق وعموم المنطقة.
فيما كشفت كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني، أمس الاحد، عن اتفاق قادة الكتل السياسية والاحزاب العراقية على عدم مشاركة العراق في العمليات العسكرية في اليمن، والدعوة لحل هذه الازمة عن طريق الحوار برعاية الجامعة العربية، في حين ابدوا دعمهم لجميع الاطراف التي تحارب تنظيم داعش.
وبحسب بيان لمكتب الجبوري، فأن المجتمعين اتفقوا على أهمية تحصين العراق من التأثر بالأزمة الخارجية الحاصلة في المنطقة وان تكون مصلحة العراق وامن شعبه هي المقدمة اولا واخيراً.
كما أكدوا على ضرورة توحيد الموقف الوطني في مواجهة الاٍرهاب ودعوة الأطراف المتصارعة في المنطقة الى تغليب لغة الحوار والتفاهم.
من جهتها، قالت رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني الا طالباني، في بيان تلقت "طريق الشعب"نسخة منه، إن" قادة الكتل السياسية والاحزاب فضلا عن بعض الشخصيات السياسية عقدوا اجتماعا، مساء امس (الاول) السبت، في منزل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري لبحث تطورات الاحداث الامنية والسياسية في العراق وعموم المنطقة"، مبينا أن "الاجتماع كان مخصصاً لتوحيد مواقف الاطراف العراقية حول الاوضاع في اليمن والتوترات التي تشهدها المنطقة".
واضافت طالباني أن "المجتمعين اجمعوا على عدم مشاركة العراق في العمليات العسكرية التي تشهدها اليمن، خصوصا وان العراق حاليا يمر باوضاع سيئة وهو في حرب ضد الارهاب"، مبينة أن "المجتمعين اكدوا ضرورة معالجة الازمة اليمنية داخلياً بالطرق السلمية والدبلوماسية".
وتابعت رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني أن "المجتمعين اتفقوا ايضا على معالجة الازمة في اليمن عبر الطرق السلمية والسياسية برعاية الجامعة العربية وليس تشكيل تحالف عربي لتنفيذ هجمات عسكرية على اليمن".
وبينت الطالباني أن " الاجتماع اكد على دعم جميع الاطراف لضرب داعش ومواجهة الارهاب، وتنفيذ بنود الاتفاق السياسي الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية، وتشريع القوانين الضرورية.