مجتمع مدني

بساط التغيير تنسجه ايادي المرأة / سهاد ناجي

شهدت البلاد في الايام القليلة الماضية انفضاض العرس الديمقراطي - الانتخابات البرلمانية العراقية - رغم ما شابها من اختراقات أمنية وانتخابية سجلتها المنظمات المختصة بهذا الشأن هنا وهناك. وقد شاركت المرأة فيه بقوة من خلال الترشيح بالاستناد الى ارضية صلبة شرعنها الدستور العراقي بالمادة 94 وهي اعتماد نظام الكوتا النسائية او الحصص النسوية لمقاعد البرلمان بما لا يقل عن ربع مقاعد مجلس النواب، اذ تنافست 2607 امرأة من اصل 9032 مرشحا على 328 مقعداً لمجلس النواب، كما ان هناك كيانا كاملا مؤلفا برمته من النساء، وقائمة اخرى تتصدرها امرأة ولأول مرة في العراق. وهذا الرقم من المرشحات النسوة مدعاة للفخر والتفاؤل نظرا الى مظاهر الاقصاء التي طالت المرأة في الجانب السياسي كالمناصب السيادية والقيادية حيث لم تتسنم مهاما وزارية سوى وزارة واحدة شكلية فقط، وبعيدا عن ان بعضهن رشحن لاسباب منفعية او طائفية او لملء الفراغ فحسب، اضف الى انه لم يسطع نجم أية برلمانية باعتبارها مدافعة عن بنات جنسها وقضاياهن في الدورة البرلمانية السابقة. فيما اخريات كن مجرد ابواق اعلامية لرئيس الكتلة والمتنفذين بالسلطة ليس الا.
كانت مدعاة للتفاؤل ان تشارك المرأة وبجدارة في التصويت بالانتخابات الحالية، رغبة منها في احداث تغيير ولو بنسبة بسيطة، فقد تحدت البعض منهن رغبات ازواجهن في انتخاب قائمة معينة، واختارت من يمثلها في مجلس النواب القادم، بالرغم من انه حقها الدستوري والمشروع، لكن مجتمعنا الذكوري غالبا ما يجبر المرأة على اختيار مرشحيها في البرلمان بغض النظر عن امتيازاتها وشهادتها الاكاديمية.
الجميل ان تجد إصرار المرأة العراقية وعزمها وتفاؤلها في أحداث التغيير انه لا يوازي ما تعانيه من تهميش واضطهاد مجتمعي ومحاولات سرقة مكتسباتها القليلة، والذي تجلى في ابهى صورة حين انضمت لصفوف مسيرة الاول من أيار الحالي احتفاءً بعيد المنجزات الاجتماعية والاقتصادية للحركة العمالية العالمية، والذي صادف اليوم الذي تلا الانتخابات. ومن المبدع حقا ان تكرم النسوة الصحفيات باليوم العالمي لحرية الصحافة. فالمرأة العراقية هي رمز الصبر والتضحية والايثار ونكران الذات والنضال والمقاومة والتحدي والاصرار، وتكاد الكلمات تعجز عن ايجاد وصف دقيق يفي حقها، فلا تبخسوا النساء حقوقهن.
يقينا ان التغيير قادم لا محال، و ان كان فرديا وبشكل بسيط، ولنأمل ان نسمع صوتا يحاكي انين الأرامل والأمهات الثكالى من داخل اسوار البرلمان القادم ويطالب باحقاق حقوقهن، لنأمل صوتا وطنيا يطالب بانصاف المرأة العراقية بشكل عام والمرأة العاملة بشكل خاص.
مثل صيني "لا تحتقر الافعى لانها بدون قرون فانها قد تتحول يوما و تصبح تنينا".